رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حينما قال بطرس للرّبّ: "أنت المسيح ابن الله الحيّ" (متى 16:16)، أجابه الرّبّ: "طوبى لك يا سمعان بن يونا، إن لحماً ودماً لم يعلنا لك، لكن أبي الذي في السماوات." (متى 17:16). وفي سفر أعمال الرّسل نرى بطرس بعد أن امتلأ من الرّوح القدس يقول: "ليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السّماء، قد أعطي بين النّاس، به ينبغي أن نخلص". (أع 12:4). وفي كلتا الحالتين أصغى بطرس إلى الرّوح القدس بل تفاعل معه وأيقن الحقيقة. لا يمكن لأحد أن يقول الحقيقة ما لم يكن قد عاينها واختبرها. فالاختبار والتّجربة هما المقياسان الأساسيّان لقولها والتّبشير بها . والقول لا يقتصر على اللّسان وإنّما ينبغي أن يتخطّاه إلى الفعل بجرأة وشجاعة. بطرس ويوحنا قالا الحقيقة وهما يخضعان للضّغط النّفسي والمعنوي والجسديّ. ولئن كانا معاينَين للحقيقة السّاطعة كما الشّمس في السّماء، لم يشعرا بأيّ تردّد في إعلانها. وتؤكّد الآية (20) شجاعة التّلميذَين وردّهما التّلقائيّ: "نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا" . أي لا يمكننا أن نغضّ النّظر عن الحقيقة لأيّ سبب من الأسبابْ. لو قارنّا شجاعة التّلميذَين بحالنا اليوم، وقابلنا مروءتهما واحتمالهما ، وجدنا فرقاً شاسعاً. فهما مملوءان عزيمة وقوة، نواجه نحن حالة من الفتور والانسياق إلى العادة أكثر من الممارسة الإيمانيّة. ما يدعونا إلى إعادة النّظر في انتمائنا إلى الرّبّ ، والتزامنا في إعلان الحقيقة. يقول القدّيس باييسيوس الآثوسي: "الأمر السَّيِء أَنَّه حتَى أولئكَ الّذين يملكون شيئاً ما في داخلهم بدأوا يفترون قائلين: هل أستطيع حقاً أن أعمل شيئاً لتغيير الوضع؟ يجب أنْ نشهد بإيماننا بجرأةٍ، لأنَّنا إن استمرَّينا بالصمت علينا أنْ نعطيَ جواباً في النهاية." نستطيع أن نفعل الكثير شرط ألّا نستهين بقوّة الرّوح القدس السّاكن فينا. "حينئذ امتلأ بطرس من الرّوح القدس وقال لهم: يا رؤساء الشّعب وشيوخ إسرائيل ، إن كنا نفحص اليوم عن إحسان إلى إنسان سقيم، بماذا شفي هذا، فليكن معلوماً عند جميعكم وجميع شعب إسرائيل، أنّه باسم يسوع المسيح الناصري، الّذي صلبتموه أنتم، الّذي أقامه الله من الأموات، بذاك وقف هذا أمامكم صحيحاً. هذا هو: الحجر الّذي احتقرتموه أيّها البنّاؤون، الّذي صار رأس الزاوية. وليس بأحد غيره الخلاص. لأنّ ليس اسم آخر تحت السماء، قد أعطي بين النّاس، به ينبغي أن نخلص. (أع 12،8:4). امتلأ بطرس من الرّوح القدس وتكلّم بقوّة وحزم (فليكن معلوماً عند جميعكم). لقد عرف بطرس كرامته وتبيّن قوّته وسلطته الممنوحة له من الله ، فما عاد أمرٌ يمنعه من ممارسة سلطته. كذلك نحن، علينا أن نعرف كرامتنا وقوّتنا ونَرُومُ أقصى ما يمكننا فعله. وأمّا ما لا نقوى عليه فنتركه للمشيئة الإلهيّة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ليس بأحد غيره الخلاص |
وليس بأحد غيره الخلاص. |
ليس بأحد غيره الخلاص |
وليس بأحد غيره الخلاص |
وليس بأحد غيره الخلاص |