رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تألّمت ومت.. فقمت وصعدت، فأعلنت لنا أنّه لا مجد بدون ألم، لقد صعدت لتُتوج بأكليل الغلبة، وأنا كم تمنيت أن أصعد ، تاركاً شهواتي على الأرض، لكنّي لازلت أتمسّك بأموالي، وأنا أعرف أنَّ المال سيّد فقير، يُحقق شهواتي، ويلبي رغباتي، ولكنَّه لا يهبني سعادة، أو راحة لنفسي، أو خلاصاً لروحي ، ولازلت أبحث مركز مرموق، أفتخر به بين الناس، وأُمارس من خلاله سلطتي. لقد صعدت بعد 40 يوماً من قيامتك المجيدة، بعد أن ظهرت لتلاميذك عدّة مرّات ، ليتيقَّنوا من حقيقة قيامتك، فلو كان ظهورك مرّة، لادَّعى البعض أنَّه وهم ولكن كثرة ظهوراتك، وتعدد أماكن الظهور، تؤكّد حقيقة القيامة، ولكنَّ كثيرين لا يصدقون! لأنّهم لا يعرفون معنى القيامة أو هدفها، ولا يؤمنون بالخلاص ، فالصعود يُقلقهم، لأنَّهم يريدون أن يظلوا قابعين على الأرض، يتمرغون في وحل الشهوات! لكنَّك لم تصعد، إلاَّ بعد أن علّمت تلاميذك " الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ " (أع1: 3) ، والجميل أنَّك قبل أن يصعد باركتهم (لو24: 50)، ففي كل مكات تحل فيه ، تكون بركتك من نصيب المؤمنين. صعد المسيح إلى أعلى السموات، يحمل طبيعتي البشرية المقدّسة، ليؤكد لنا أنَّ بشرِيَّتنا سترتفع، فالقوَّة التي رفعت يسوع ومجَّدَته سترفعنا، والإنسان خُلق للسماء لا للقبر، للمجد لا للفساد، فطبيعة المسيح تُمَثِّلنا وإنجازاته هي لنا " وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ " (أف2: 6). وقد كان من بركات الصعود، أن ذهب المسيح، ليُعد لنا مكاناً (يو14: 3،2)، لنحيا معه في سماء المجد. إلهي.. أعرف أنَّك تريد أن أصعد لأكون معك، ولكن، لكي أكون بصحبتك، وأتمتع بعشرتك، يجب أن أكُفَّ عن الخطيَّة، وأتخلى عن الكبرياء ، وألتحف بالقداسة والطهارة.. وأتحلى بالإيمان والفضيلة.. وهذا لن يتحقق، إن لم تباركني كما باركت التلاميذ في يوم صعودك ، أنا لازلت ميت، بينما أنت حي، أنت أصل قيامتنا وصعودنا، ونبع أفراحنا وتعزيتنا، ومصدر أحلامنا ورجائنا، وإلى الأبد سيظل وعدك الإلهيّ للمؤمنين قائماً: " أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا "َ (يو17: 24). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
جميل أنت في صعودك |
وفي وقت صعودك يا امي |
في ذكرى صعودك أتأمل |
يسوع المسيح يتحاور مع الملحد |
فى عيد صعودك يا يسوع العقول صعدت ويّاك..كل حياتنا الأرضية ما تساوى لحظة ويّاك |