رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عزيزي يهوذا بعد أيام سنقف بضمائر مستريحة ووجوهٍ منشرحة لنلعنك وننعتك بالخائن ومخالف الناموس . . نعرفك بمحب المال الذي باع سيده بثلاثين من الفضة وسلمه بقبلة خائنة .. وإتهامات أخرى كثيرة لو كان لديك من الوقت لتقرأ لكتبت لك المزيد والمزيد من الإتهامات .. والعجيب يا صديقي أننا لا نختلف عنك كثيرًا .. أو على الأقل أنا لا أختلف عنك كثيرًا . . فأنت واحد من الإثنى عشر اللذين إختارهم يسوع وأنا ايضا واحد من اللذين اعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله ، أي المؤمنون باسمه .. أنت رأيته وسمعته ولمسته أيديك أما أنا فأتحد به -بالحقيقة- كل يومٍ على المذبح . . أنت كنت تتبع أعماله ومعجزاته التي كان يفعلها مع الآخرين وأنا كل يوم أختبر محبة الله معي وعطاياه لي وستره على ضعفاتي وسقطاتي وعدم فضحه إياي . . أنت كنت تكرز بإسمه وتعمد بإسمه وتصنع معجزات بإسمه وأوكل لك أمانة الصندوق على الرغم من أنه كان يعلم أن تسرق منه وأنا ايضا لي لقب خادم أذهب كل يوم إلى الكنيسة فيقولون الخادم راح الخادم أتى أمسك الميكرفون واعتلي المنبر وأعلم أتكلم عن فضائل ربما لا أمارس معظمها أوبخ أنتهر وأعظ وأحتمل كلمات المديح ولا أطيق النقد ولا حتى التجاهل أنت كنت تسرق الصندوق وأنا كل يوم أسرق مجد المسيح لنفسي نعم فأضع ذاتي أولاً حتى قبل المسيح نفسه الذي يفترض أن أكون خادمه .. أخدم ذاتي وكبريائي والأنا الأعلى والأسفل .. أنت خنت المسيح مرة وأنا أخونه كل يوم ألف مرة .. أنت بعته بثلاثين من الفضة وأنا بعته بشهوة مال أو شهوة جسد أو شهوة ذات أو غيرها من شهوات رخيصة غير مشبعة ولكني مستعبد لها .. أنت حذرك المسيح يوم غمست معه في الصفحة وأنا كل يوم يأتيني محذرًا كما جاء من قبل لجدي وجدك قايين حينما قال له عند باب القلب خطية رابضة واليك يكون اشتياقك وأنت تسود عليها ولكنه لم يقو ولَم يسود عليها بل غُلب منها وكذلك أنا لا اسود عليها على الرغم أن حالي أفضل من كليكما فأنا معي كل سلطان لأدوس كل قوات العدو .. معي روح الغلبة والنصرة .. معي روح الله القدوس .. ورغم كل هذا أُهزم وأخونه وأسلمه بلا مقابل .. لست أعرف ولست افهم أية جرأة وأية بجاحة تلك التي أتملكها لأسخر منك واتهكم على أفعالك وأنا حالي أردأ .. أنا ايضا يهوذا مثلك ولكني سأحاول الا اسقط في يأسي وسأظل متعلقا بهدب ثوبه مترجيًا لقاءا يشددني على بحر طبرية أو ظهورًا خاصًا في علية صهيون .. ليعيد تشكيل آنيتي وتجبير ما قد كسرته الأيام . . سأنتظره .. وهو لا يخزى منتظروه |
|