نأتي إليك جميعاً بنفوسنا الجائعة، وبصوم الجسد نعلن أنه اصبح طعام الجسد لا يشبعنا.. فنحن في اشتياق أن نشبع من يدك.. مشتاقين إلى دسم عشرتك الحلوة، وشهد كلماتك اللذيذة، ونقاوة مياهك المروية.. وإن كنا مجتمعين أمامك كلنا بنفس واحدة نطلب منك أن تشبعنا، ولكننا نطلب أيضاً أن تزيد حالة الجوع فينا إليك! وكأن صوتك العذب يرن في أعماقنا "طوبى للجياع والعطاش إلى البر فإنهم يشبعون" (مت 5: 6).
يا لعظم فرح من شبعت نفسه بك! فها الكنيسة كلها فمها مفتوح إليك بالصلاة والتسبيح.. وها يدك الحانية تمتد إليها لتطعمها من جسدك ودمك الكريمين.. وما ألذ أن يشعر الانسان بالجوع لعشرتك.. لوقفة في محضرك.. لإعلان كلمتك ولتوبة ترضيك وللإتحاد بك! وما أعظم أن يعود الانسان من محضرك ملآن وشبعان ويحمل أيضاً سلال الكسر ليُشبع به كل من حوله!
تدريب: اطلب مشاعر الاشتياق للعمل الروحي، وحافظ عليها وتجاوب مع هذه المشاعر بالجهاد الأمين.