يوميات شهر اذار - شهر مار يوسف
اليوم الثاني
القديس يوسف قدوة الحكام
ان كل سلطة هي من الله، ولا تكون السلطة اصلية صالحة في احكامها، عادلة في اجراءاتها، ما لم يكن الله مصدرها، وجارية حسب ارادته القدوسة، و مستعملة في سبيل مجده
ولا يخفى أن الحكام المسيحيين قد استوحوا شرائعهم من الكتب المقدسة، واتخذوا اساسها عن الكنيسة، وتمشوا بموجبها في جميع اجراءاتهم، واصبح الخضوع لهذه الشرائع واجباً، لانها مبنية على كلمة الله، وقد اعطتنا الكنيسة نموذجاً للقدوة في شخص القديس يوسف، فهذا القديس الشريف اختاره الله وارسله إلى العالم، كي يستعمل سلطة لم ينلها احد سواه، هي التسلط على ابن الله القدوس المتأنِّس، وهي سلطة تسمو على سلطة الملوك والسلاطين، اذ قد تسلط على الاله بالذات فكان يأمر والله يخضع لأمره، واقل كلمة كان يتلفظ بها هذا النجار الوضيع كانت بمثابة امر سام يمتثله، بسرعة زائدة، الاقنوم الثاني من سر الثالوث الاقدس فمن من الملوك والحكام يفتخر بأنه احرز سلطة مثل هذه السلطة وكان لديه مأمورون مثل الذي كان لدى القديس يوسف؟
اجل، لقد احرز القديس يوسف سلطة تامة، بيد انه لم يستعملها حسب هواه و مآربه، ولا بموجب إرشادات عقله، وان يكن خاضعاً لروحه، بل قد استعملها حسب مشيئة الآب الازلي الذي اختاره لهذه الوظيفة، لذلك اضحت سلطته هذه قدوة و مثالاً لكل ذوي السلطات، فقد كان يأمر بكل انعام ونظر وترو، لأنه كان يعلم انه يأمر من كان يجب ان يتفانى في خدمته ويكون اول الملبين لاوامره.
هكذا يجب أن يكون الحاكم المسيحي عارفاً انه عبد الله، واسير لوصاياه المقدسة ومكلف باقامة مجد القدوس بين خلائقه وانه ان لم يعمل هكذا يكون ظالماً، جائراً، مغتصباً السلطة اغتصاباً.
و لا تكون شرائع الحاكم حقةً ان لم تكن مصدرها سلطة الله العليا وعليه، فالحكام في ايامنا عديدون، ولكن الذين يستمدون سلطتهم وحكمتهم من الله ويستخدمون قوى عقولهم واجسادهم في سبيل مجده، كالقديس يوسف، هم قليلون.
فاطلب، ايها القديس، من الله ان يرسل حكاماً صالحين يسوسون الشعب حسب رغبة قلبه، اذ بدون امثال هؤلاء الحكام يسود في العالم التشويش و القلق والاضطراب!
خبر
جاء في تاريخ الرسالات الكاثوليكية ( المجلد الرابع وجه 54) ان المرسلين قالوا : قضت الحاجة سنه 1880 ان نشيد محلاً لرسالتنا بين موميا وبغمويد، في أفريقيا الشرقية، فذهب اثنان من نهار عيد مار يوسف، دون ان يعرفا اين يذهبان، ولا اين يشيدان هذه الرسالة الجديدة، ولكنها وضعا خطوتهما الاولى تحت رعاية القديس يوسف، قاصدين أنهما لا يزالان مسافرين الى ان يوحي اليهما بالمحل المقصود. فوصلا الى بلاد ندوي التي لم يدخلها اوروبي قط، وكنا نسمع عنهم انهم يلتذون بأكل البشر، لكنهما لم يصابا بشر، وهرجا يسألان القديس يوسف ان يهديهما الى المحل الموافق لعمل الخير مع اولئك البرابرة، الى ان وصلا نهار اربعاء الآلام الى بيت احد زعماء هؤلاء، وما وقع نظره عليهما، حتى ظهرت عليه علامات الدهشة وصرخ قائلاً : (هؤلاء هم بذاتهم) وبعد ان تفرس فيها زماناً، استدعى قومه وقال لهم : (هؤلاء هم الذين اخبرتكم عنهم في الصباح) ، وقال لهما الليلة الماضية بينما انا مستغرق في نومي، اذا بشيخ جليل يحركني بكتفي قائلا غداً يصل اليك رجلان من البيض، فاستقبلهما حسناً، واعطهما ما يطلبان، ثم سألهما الزعيم (ان بيتي وارضي وشعبي تحت امركما، افعلا ماتريدان) ووضع نحت امرهما عدداً من الرجال، واعطاهما ما يحتاجان اليه من معدات للشغل ومؤن، وابتدآ عملهما شاكرين عناية القديس يوسف فيهما.
اكرام
ضع كل مرؤسيك تحت حماية القديس يوسف.
نافذة
يا مار يوسف، مثال الحكام، صل لاجلنا