رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخوف يجمد الزمن باعتباره صحفياً أجنبياً يعمل في منطقة ساخنة مثل قطاع غزة، علم “آلن جونستون” أن تعرضه للاختطاف هي مسألة وقت لا أكثر. بعد وقوعه في الأسر بعدة أسابيع، أعطاه مختطفوه جهاز راديو. وفي إحدى الليالي سمع آلن خبر مقتله! بدأت الأفكار تتصارع في دماغه، ربما استبق مختطفوه الأحداث وأعلنوا عن الخبر قبل أوانه. ربما هم على وشك قتله بالفعل.. ربما تكون هذه الليلة هي الأخيرة. بدت تلك هي أطول ليلة قضاها آلن منذ الأسر.. بالنسبة إليه تباطأ الزمن. عندما يخشى المرء على حياته، مثل في حالة آلن أو تشاك أو في حادث سيارة مثلاً، كثيراً ما يُقدر الناجي وقت الحدث بمدة زمنية أطول بكثير من الواقع. في دراسة علمية، طُلب إلى مجموعة من الأشخاص المصابين بفوبيا العناكب أن يشاهدوا مجموعة منها لمدة 45 ثانية، كانت النتيجة أن بالغ المشاركون في تقدير الوقت الذي قضوه في القيام بتلك المهمة البغيضة. وفي دراسة أخرى، شاهد مجموعة من الأشخاص مقطعاً مسجلاً لعملية سرق بنك مدته 30 ثانية. فيما بعد عندما طُلب منهم تقدير مدة المقطع، خمن المشاركون أن مدة المقطع أكبر بخمسة أضعاف من مدته الفعلية. وكلما كانت النسخة المعروضة أكثر إثارة للقلق، بالغ المشاركون في تقدير طول مدته. ما الذي يحدث لهؤلاء حقاً؟ هل يتباطأ الزمن بالفعل؟ الأمر برمته خدعة تلعب فيها الذاكرة دور البطولة. يقوم الدماغ في العادة بتخزين كم معين من الذكريات في فترة زمنية محددة. لكن عندما يشعر المرء بالخوف أو القلق تُصبح منطقة اللوزة الدماغية Amygdala في المخ أكثر نشاطاً، لتساهم في تخزين فائض غير اعتيادي من الذكريات عن الحدث. ولكن كيف يتسبب ذلك في تباطؤ الزمن؟ فلنتخيل مثلاً أن مكتب خدمة العملاء في البنك يستقبل عميلاً واحداً أو عميلين في الساعة الواحدة في غير أوقات الذروة. في حين أن المكتب نفسه يستقبل عشرات العملاء في الساعة الواحدة في أوقات الذروة. يتعامل الدماغ بنفس الكيفية مع المعلومات الواردة إليه من البيئة المحيطة، في ظل الظروف العادية يخزن الكم المعتاد من المعلومات، لكن عندما يوضع المرء تحت ظروف استثنائية كوقوع حادث مثلاً، فإن الدماغ يستقبل ويختزن كل ما يقع تحت طائلته من معلومات أو تفاصيل حوله.. كبيرة كانت أو صغيرة، أي أن الكم الذي كان يختزنه على مدار 8 ثوان مثلاً أصبح الآن يختزنه في ثانية واحدة. ويُعطي ذلك انطباعاً خادعاً للدماغ أن الحدث امتد لمدة أطول من وقته الفعلي، لكثرة المعلومات التي استقبلها واختزنها في تلك الفترة الزمنية القصيرة، فيبدو كما لو كان الحدث يقع بالحركة البطيئة. |
|