الصلاة مفتاح كل البوابات ـ القديس يعقوب السروجي
الصلاة تكشف حُجُب اللاهوت، بها يعرف الانسان سر الخفيات، هي مفتاح كل البوابات، بها يعرف الانسان كل الاسرار، هي التي ترفع النفس لتكلم اللاهوت، ترفع العقل ليفهم سر عظمة اللاهوت، تعلمنا بسهولة أسرار اللاهوت، تدخل الي عرش الله دون ان تمنعها القوات السمائية، لا ملاك بأجنحة أسرع منها، تصعد للأعالي دون أن يحملها السيرافيم، تتردد في قلب الانسان فتدوي في اذن الله دون وسيط ليسمعها في عرض مسكنه الممجد، تصعد الي حيث لا تستطيع الملائكة ان تصعد، وتدخل لعرش لاهوته.
السيرافيم يخبئون وجوههم بأجنحتهم من أجل عظم لاهوته، لكن الصلاة تقف أمام عظمته دون أن تستر نفسها، لا يوجد من يقف في الطريق بينها وبين الله الذي يسمعها بسرور وفرح. الملائكة يرتعدون أمامه والصفوف السمائية في اتضاع تقف بعيداً، بينما الصلاة تقف أمام الله تخبره عما تريد، الشاروبيم حاملي العرش لا يرون ما يحملون ولكن الصلاة تقف أمام الله وبحب تكلمه وبحب عظيم تدخل الي عرشه الممجد.
في حب ترتفع فوق الرتب السمائية، الشاروبيم يخافون أن يرفعوا أعينهم نحو عظمته اذ هم مربوطين بنير النار الالهية، وطغمات الملائكة النارية لا تقدر أن تقترب من الله الغير منظور لكنه هو الذي أعطي الصلاة سلطة أن تقترب اليه أكثر من الشاروبيم. الصلاة تكلم الله دون خوف أو خجل، فوق ربوات من الطغمات السمائية تطير دون عائق أو مانع من الملائكة لتسأل الله كل ما هو لائق ومناسب، وايضاً كل ما تريده، فلا تعود ترجع فارغة، اذ انها تسأل الله ذاته الذي يأمر ملائكته فتنفذ الملائكة ما طلبته الصلاة .