رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الطريق مرسوم لك قبل أن يُحمل بك في البطن، واسمك مقيَّد عليه وهو مقيَّد عليك، ولن تبلغ هذه الحقيقة إلاَّ بعد أن تعبره وتنظر وراءك وتقول: ياه، ياه، هذا كان طريقي حقًّا، الآن علمت وتأكَّدت بالقائل: «أُعلِّمك وأُرشدك الطريق التي تسلكها أنصحك. عيني عليك» (مز32: 8). وتتأكَّد أن عينه ما غفلت عنك لحظة. وعندما كان يُحمَّى الأتون تحتك ، كان يقيس هو درجته، درجة درجة، ليقول عند الدرجة الحرجة: كفى!! فحينما يتصعَّب عليك الطريق فلا تملّ وتقول إن الله قد نسيني ، أو أين إرشادك يا رب؟! فإرشاد الله يُقاس بقياسات أعلى من قياساتنا جداً ولكن المهم أن نكون تحت الإرشاد، والعين والأُذن على الصوت، والتوجيه تلتقطه كهمسات لا يحسُّها الجاهل، ولكن الواعي للسير في طريق الله يُدرك التوجيه كلمحة تعبر أمامه يقرأه ويفسِّره ويسير على هُداه: إنْ يميناً أو يساراً، أو قِفْ لا تتحرَّك، حيث يكون في مخالفته هلاك. ولكن العجب العُجاب أنك لا تستطيع أن تخالفه، إذ لا تطيعك رجلك، ولا يطيعك الطريق!! إنه سرُّ الإرشاد!! |
|