12 - 02 - 2019, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تجسد ربنا يسوع المسيح
13- ان التقوى الحقيقية تمنع من المغامرة والخوض في هذه الاختراعات، بل هي بذاتها تجعل كل تقي يعترف باستقامة بأن الكلمة الكائن قبل كل الدهور، والمساوي للآب في الجوهر، جاء في الأيام الأخيرة وتجسد من والدة الاله العذراء مريم، لكي يجدد ما خلق, وصور في آدم الأول، أي الطبيعة التي فينا، والتي جعلها له بالأتحاد. وهكذا الاله الكائن قبل كل الدهور ظهر كإنسان ودعى المسيح. هذا وحده يجعلنا نحن "أعضاء المسيح" وكما هو مكتوب "نحن من لحمه ومن عظامه"(أف5 : 30). فما معنى الاختراعات والخيالات السابقة؟ هل أنتم تستعملون الحكمة الإنسانية محاولين الوصول إلى صياغات لأمور تقع خارج مجال قدرات الفكر الإنساني؟ ما معنى كلامكم "بدلاً من الإنسان الداخلي الذي ينتمي الينا، وُجد في المسيح عقل سمائي"؟ يا للفكر الدنس!! وما أضعف هذه الكلمات الفارغة من المضمون والصادرة عن بشر لا يفهمون أساسات الإيمان.
فالحقيقة الأولى من هذه الأساسات هي أن نعرف أن نعبر عن المسيح بأكثر من أسلوب، اذ لا يجد أسلوب واحد فقط، بل أن اسم "المسيح"يعلن حقيقتين، اللاهوت والناسوت. وهكذا يدعى المسيح"إنساناً", وهو ذاته يدعى الله، وأحيانا يُسمى الإله المتأنس، ورغم كل هذه الكلمات المختلفة، هو المسيح الواحد. باطلة إذا هذه السفسطة التي تقودكم إلى شيء آخر غير المسيح. وحتى الذين دعوا "مسحاء" فإن المعنى الكامل للأسم لا يخصهم, وإنما معناه الجزئي فقط، لأن هؤلاء لا يمكن أن نصفهم أو أن نعتقد أنهم مثل المسيح الحق، والمتهورون فقط هم الذين يتجاسرون على أن يخضعوا المسيح للمنطق الإنساني المحدود القائم على التحليل والدراسة. أن ما ذكرتموه وأخبرتمونا به لم يخبر به نبي ولا رسول ولا انجيلي من الانجيليين, هذه أمور يجب أن يخجل المرء من التفكير فيها، فهل صرتم تخجلون من التفكير فيها؟ لو كان المسيح آخر غير "العقل السمائي" الذي جاء وسكن فيه، و"العقل السمائي" كامل، فحسب كلامكم أنتم يصبح المسيح في إثنان كاملان، وبذلك تعتقدون بما تحاولون هدمه. اما العقل السمائي فأن الأنبياء نالوه، لأنهم تكلموا عن أمور سمائية وأمور مستقبلة كـأنها حاضرة امامهم. ولماذا تفترضون أنتم أن "الإنسان الداخلي" غير موجود في المسيح؟ وماذا تقولون عن "النفس الإنسانية"؟ أليست النفس هي حياة الجسد مثل الدم بالنسبة للحم؟ فهل ستقولون بالعكس، بأن النفس والجسد هما "الإنسان الخارجي"؟ ومادمنا نلمس اللحم والعظام، فهل سنلمس النفس أيضا مادامت قد صارت منظورة، وبالتالي يصبح من الممكن ذبحها وقتلها، مع أن ربنا قال: ان النفس لا يمكن أن تُقتل (مت10 : 28), فعليكم أن تعتقدوا بان النفس هي الإنسان الداخلي، حسبما نرى في الخلق الأول ومن تأمل الانحلال الذي حدث بعد السقوط. هذا نراه فقط ليس من تأمل موتنا نحن، وانما نراه أيضا في موت المسيح نفسه عندما وُضع الجسد في القبر، وذهبت النفس إلى الجحيم. وما أعظم الفرق بين القبر والجحيم، فقد رقد الجسد المحسوس في القبر، أما هو فقد كان غير المحسوس في الجحيم. |
||||
|