رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صلاح يرفض تنفيذ وصية أبيه ويتنازل عن حقه لأشقائه في مطلع شهر مايو من العام الماضي، عاد الأربعيني "صلاح لطفي" إلى بيت العائلة في مسقط رأسه بقرية "أبي العباس" بمركز العياط في الجيزة، بعد غياب عن المنزل استمر لمدة عامين، على إثر أزمة تعرض لها رفض الخوض في تفاصيلها، فرضت عليه الخروج من القرية وعدم القدرة على العودة إليها إلا بعد أن تستقر الأوضاع.كان الوالد قد وافته المنية في نهاية مارس من عام 2015، بينما كان هو في منأى عنه، ولم يكن معه في ساعاته الأخيرة، حسب قوله، ليفاجأ عند فتح وصية والده بأنه كتب أكثر من نصف تركته بالأراضي الزراعية كنوع من تعويض سنوات الفقد والغربة، دون الأخوات الثلاث "كاميليا وحربية ومبروكة" والشقيق الأصغر "عيد"، "لقيت أبويا كاتب لي لوحدي فدانين ونصف من أصل خمسة أفدنة". جلس صلاح يفكر كيف سيكون حال الوالد الآن في قبره وأمام الله، الأب الذي كان بدافع الأبوة وألم الفقد هما ما جعلاه يكتب نصف ميراثه في الأرض لابن واحد، بينما يحصل البقية على النصف الآخر: "مكنتش حاسس لقيتني باخد قرار لازم التركة توزع بعدل ربنا ونريح أبونا في نومته". لم يمر سوى شهر واحد على عودة صلاح للقرية ومنزل العائلة في الجهة الغربية منها، أحضر الأوراق والعقود التي تثبت ملكيته وحيازته للفدانين ونصف، جمع شقيقاته الثلاث والأخ الأصغر في غرفة الجلوس، حيث المستقر الآمن والأكثر دفئا للأسرة منذ تأسيس المنزل نهاية السبعينيات: "قعدتهم جنبي وقلت لهم لازم نورث وكل حد ياخد حقه علشان نريح والدنا، بكت البنات وقالوا أنت عايز تبعد عننا!"، لم يتمالك صلاح نفسه فأحضر العقد الذي يثبت ملكيته للأرض حسب وصية والده ومزقه على مرأى ومسمع من الإخوة الأربعة، وكأن شيئا لم يحدث: "قطعت وصية والدي علشان أريحه في قبره". المشهد الذي جمع صلاح وإخوته والوصية الممزقة يبدو وكأنه مشهد درامي أو فصل في رواية قد لا يتخيل العقل للوهلة الأولى أن يقع في عالمنا هذا، وفي تلك الأيام التي أصبح فيها المال هو الورقة الرابحة ولسطته دائما اليد العليا، صلاح لم يرد أن يكرر حادثة عاصرها وتتبع أحداثها لحظة بلحظة حينما أوصى أحد معارفه بالقرية المجاورة بأن يورث ابنه كافة التركة دون أن تحصل الفتيات على شيء، فلم تمر إلا سنوات قيلية وأعلن الابن إفلاسه وأصبح في حاجة دائمة للإعانة من قبل شقيقاته: "المودة والحب بيننا وقيم الخير التي زرعها والدنا فينا أكبر من المال والأطيان، وأنا عندي 4 أولاد يا عالم لو أكلت حق إخواتي هما لما يكبروا هيعملوا فيا إيه والولد هيعمل إيه في البنات!". وقع تمزيق الوصية أمام الإخوة ترك أثره لمدة طويلة على المجلس، الفتيات أخذن في البكاء واحتضان أخيهن والدعاء له، بينما أحضر الشقيق الأصغر ورقة وقلم وأمره صلاح أن يحصر الأراضي وعدد النخلات التي كان يمتلكها الوالد ومساحة بيت العائلة: "حقي الشرعي المفروض 27 قيراطا من الخمس أفدنة بمعنى فدان و3 قراريط، والبنات كل بنت كان لها 13 ونصفا وأخذت 14 قيراطا، وأخويا الأصغر له نفس نصيبي"، أما المنزل الذي يقع على مساحة قيراطين، فتم وضع شرط بالعقد أنه في حالة مطالبة أحد الإخوة بحقه في المنزل يُثمن بسعره في الوقت الحالي. يحفظ صلاح لأبيه جميل الوصية وحرصه على تعويضه عن سنوات الاغتراب: "والدي كان شيخ البلد وقام بأعمال عمدة البلد مدة 30 عاما، وخلال هذه الفترة علمنا إن الحق ولو بين الإخوة لا يضير في شيء، وأنا متأكد إنه لولا الأزمة التي مررت بها ما كان كتب لي أكثر من حقي في الأرض. إخوتي أيضا مكنش عندهم علم بالفدانين ونصف اللي كتبهم والدي لي، كان واضع العقد في مكان سري في بيت أحد أصدقائه، وأخذته بعد عودتي للبلد". لو لم يمزق صلاح وصيته ويعيد تقسيم التركة حسب الشرع والقانون المعمول به في الفترة الحالية، كانت كل واحدة من شقيقاته الثلاث ستحصل على 6 قراريط ونصف فقط، أي ستحرم من نحو نصف الميراث، هذا ما دفع صلاح أن يعطي كل واحدة أكثر من حقها بنصف قيراط. في هذه اللحظة التقطت مبروكة الشقيقة الصغرى طرف الحديث قائلة: "كل الناس في البلد قالوا لنا أخوكم مش هيديكم حاجة وهياخد كل الورث، ويستغل إنكم ليس لديكم علم بحصر تركة أبيكم لكن هو طلع أصيل وشهم ووزع علينا الورث بما يرضى الله". هذا الخبر منقول من : موقع فيتو |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تنفيذ وصية البابا كيرلس السادس |
عقوبة من يرفض تنفيذ حكم حظر ارتداء النقاب |
رفض ابن فاروق الفيشاوي تنفيذ وصية والده |
محمد صلاح يرفض البقاء فى فيورنتينا |
تنفيذ وصية الإنجيل |