منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 05 - 2012, 04:51 PM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

لا تصلي ضد من يضطهدك، بل من أجله بحب ! ـ القديس يوحنا ذهبي الفم



لا ينبغي أن نكون أولاد الآب السماوي بالنعمة فقط، لكن بأعمالنا أيضاً، ولا يوجد شئ يجعلنا متشبهين بالله بقدر أن نمنح غفراناً للأشرار ولكل الذين يسيئون الينا … ان الشمس تشرق علي الاشرار والابرار، لذلك أمرنا بأن نصلي جميعاً صلاة مشتركة: “أبانا” و “ليتقدس اسمك، كما في السماء كذلك علي الارض” و “خبزنا كفافنا أعطنا” و “اغفر لنا ذنوبنا” و “لا تدخلنا في تجربة” و “نجنا” ، هكذا أراد أن نستخدم صيغة الجمع حتي لا يكون لدينا ضد أخينا أي أثر للغضب، فكم يستحقون العقاب بعد كل هذا ليس فقط الذين لا يغفرون بل الذين يدعون الله لكي ينتقم من أعدائهم ! بينما الله يفعل كل شئ حتي لا يكون هناك خصام فيما بيننا !
المحبة هي أصل كل الصلاح، فان الرب يزيل كل ما يفسدها من أي جهة، لكي يلصقنا الواحد بالآخرين، لا يوجد أحد لا أب ولا أم ولا صديق قد أحبنا بالقدر الذي أحبنا به الله الذي خلقنا، وهذا واضح جداً من احساناته وأعماله، فلو حسبنا بالتفصيل مخالفاتنا وخطايانا ليوم واحد سوف ندرك مقدار المصاعب التي نستحق أن نعاني منها، سوف أترك المخالفات الخاصة التي يفعلها كل واحد ، ودعوني أذكر المخالفات المشتركة والتي تحدث الآن:
مَن منكم لم يصلي برخاوة ؟!
مَن منكم لم ينتابه اليأس ؟!

مَن منكم لم يحب المجد الباطل ؟!

مَن منكم لم يتكلم بسوء علي أخيه ؟!

مَن منكم لم يسبب لأخيه شهوة ردية ؟!

مَن منكم لم يضمر في نفسه شراً تجاه عدوه ؟!

مَن منكم لم ينتفخ قلبه ؟!

ان كنا ونحن موجودين في الكنيسة ولفترة زمنية قصيرة نرتكب أخطاء كثيرة فماذا يحدث بعدما نخرج من هنا ؟! فاذا هبت علينا أمواج كثيرة ونحن داخل الميناء فما بالكم عندما نبحر في بحر المتاعب أي السوق والأشغال العامة والاهتمامات العالمية، ؟ هل يصعب عليك أن تغفر للذي أخطأ اليك ؟! لا تحتاج أن تجوب البحار ولا أن تسافر أسفاراً طويلة ولا أن تتسلق قمم الجبال ولا أن تقترض نقوداً أو أن تعذب جسدك ! بل يكفي أن تريد أن تغفر له وسوف تُمحي كل خطاياك !
أي رجاء لك لتخلص ان كنت لا تغفر لعدوك ؟ بل بالاضافة الي ذلك تصلي الي الله ضده، وأنت تظهر كأنك تصلي ! بينما تصرخ صراخاً وحشياً، وتحول سهام الشرير ضدك ؟! لذلك فان بولس عندما يتحدث عن الصلاة لا يطلب شيئاً بقدر حفظ هذه الوصية: “رافعين أيادي طاهرة بدون غضب ولا جدال” (1تي 2: 7)، فاذا كنت في حاجة الي رحمة الله وتتمسك بغضبك بالرغم من أنك تعرف جيداً انك بموقفك هذا تطلق سهام الشرير علي ذاتك، متي تصير محباً وتطرد هذا السم الشرير ؟! ان لم تدرك حجم هذا الخطأ افحصه في علاقات البشر بعضهم لبعض، وعندئذ سوف تتحقق من مدي الحالة المهينة التي وصل اليها البشر ، علي سبيل المثال: عندما يأتي اليك شخص يطلب رحمتك جاثياً علي الأرض، وعندما انتهي من توسله هذا رأي عدوه قادماً، فنهض للتو وأخذ يضربه ويتوعده، ألا سوف تغضب بالأكثر ضده ؟
تأمل، ان نفس الأمر يحدث مع الله، وبينما أنت تتضرع الي الله تترك تضرعك وتضرب بكلامك عدوك وتحرض المُشَرِّع (الله) بأن يصب جام غضبه علي الذين يسيئون اليك، وكأنك لا تكتفي بمخالفة ناموس الله، بل تريد أن يفعل الله مثلك !! هل نسيت كل ما أعلنه لنا ؟ أتظن أن الله مثل الانسان ؟ ان الله الذي يعرف كل شئ ويريدنا أن نحفظ وصاياه بكل دقة، وأنت تبتعد كثيراً عن فعل الأمور الجديرة بأن تفعلها، فتجعله يتحول عنك ويمقتك، لأن ما تقوله يتطلب أقصي العقوبات.
يوجد كثيرون يهذون الي هذه الدرجة، حتي انهم يلعنون ليس فقط أعداءهم بل أولادهم، ويتمنون لو كان في الامكان أن يأكلوا أجسادهم، لا تقل لي انك لم تغرس أسنانك في جسد الذي أساء اليك، لقد فعلت شيئاً سيئ جداً، وذلك عندما أعلنت رغبتك في أن يسقط فوقه غضب السماء ! لكي تسلمه للعقاب الأبدي وتدمره مع كل عائلته ! أليس هذا الأمر أسوأ من كل اللدغات ؟ أليس هو أكثر الماً من كل النبال ؟ ألم يعلمك المسيح بأن مثل هذه الأمور هي أسوأ من أفواه ملطخة بالدماء ؟ كيف بعد ذلك تقترب من الذبيحة ؟ كيف تتذوق دم الرب ؟ فعندما تصلي وتقول: اسحقه ودمر بيته ودمره من كل جهة، فأنت لم تختلف في شئ عن قاتل أو بالحري عن وحش مفترس !
ليتنا نوقف هذا المرض، وهذا الهوس، ودعونا نقدم محبة للذين اساءوا الينا، لكي نصير متشبهين بالهنا السماوي، وسوف نتوقف لو احضرنا في ذهننا خطايانا الخاصة، ولو فحصنا بدقة كل الأخطاء التي فعلناها في البيت وفي السوق وفي الكنيسة …. أنلعن اعدائنا في صلواتنا ؟! فمن اين ننال رجاء الخلاص ؟! هل من خطايانا التي نفعلها ؟! بالاضافة الي الهذيان الذي نقوله في الصلاة ؟!
ليتنا نطرد السموم من داخلنا، ليتنا نحل عداوتنا ونصلي كما يليق بنا، دعونا ننال هدوء الملائكة بدلاً من ضوضاء الشياطين، ليتنا نلجم غضبنا أمام كل المظالم التي أصابتنا، طالما نحتفظ في ذهننا بالأجر الذي سوف ينتظرنا بعد تنفيذ الوصية، ليتنا نكبح الأمواج لكي نقضي الحياة الحاضرة بلا اضطراب حتي نصل الي الرب، لو كان هذا الأمر ثقيل ومخيف فدعونا نجعله خفيفاً ومحبوباً، وليتنا نفتح الأبواب البهية نحوه، وهذا الذي لم نحققه بالكف عن الخطايا سوف نحققه بأن نصير مسالمين تجاه هؤلاء الذين أذنبوا الينا، وهذا ليس ثقيلاً ولا صعباً، اذ باحساننا الي الأعداء نكون جديرين برحمته الجزيلة علينا، لأنه هكذا في هذه الحياة سوف يحبنا الجميع، والأكثر من الجميع الله، سوف يحبنا ويكللنا ويجعلنا مستحقين للخيرات العتيدة والتي جميعنا ننالها بنعمة ومحبة ربنا يسوع المسيح الذي له المجد والقوة الي الأبد. آمين.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس يوحنا ذهبي الفم ومن سمه
نفي القديس يوحنا ذهبي الفم
القديس يوحنا ذهبي الفم
القديس يوحنا ذهبي الفم
كتب القديس يوحنا ذهبى الفم


الساعة الآن 06:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024