رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ
«بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. ٣ الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ. » مزمور 103 كان تشارلز الأب قد تربى في عائلة مسيحية بالحق، ومع أنه هو نفسه لم يكن مُجددًا، ولم يختبر الولادة الجديدة - الأمر الذي كان يصلي من أجله والداه يوميًا - إلاّ أنه كان يحرص على انتظام أولاده بفصول مدارس الأحد لكي ينشأوا نشأة تقويّة. وذات يوم، عندما رجع تشارلز الأب إلى منزله في المساء، أخذت زوجته تشكو له من تصرفات ابنهم الصغير تشارلز، وتُعدِّد ما ارتكبه من أخطاء. أخذ الأب يؤنِّب ابنه على أخطائه الكثيرة التي ارتكبها، ثم أرسله إلى فراشه لينام. بعد فترة قصيرة سمع الوالد طفلهُ الصغير ينتحب، فتوجه بسرعة إلى غرفته، وسأله: لماذا تنتحب هكذا؟ آه يا أبي، لقد كَتب الله كل ما فعلتُ في كتابه. صُدم الأب بهذه الكلمات، فسكت متأملاً حالته هو، ولما لم يُجب، سأله الطفل بخوف: هل يمكن أن يمحو الله خطاياي من كتابه يا أبي؟ ولكي يطمئنه الأب، أجابه: نعم، ولكن ينبغي أن تطلب هذا من الله أولاً. في الحال صعد تشارلز الصغير إلى فراشه، وركع. ثم التفت إلى أبيه قائلاً: أبي ... لو ركعتَ معي فلربما اهتم الله أكثر بسماع صلاتي. كان هذا عسيرًا على الأب الذي لم يركع أمام الله منذ كان طفلاً صغيرًا، ولكنه من أجل خاطر ابنه، ركع إلى جواره. أبي ... هل يمكنك أن تصلي من أجلي؟ إنك ستصلي أفضل مني. كان هذا إحراجًا شديدًا للأب، لكنه تذكر كيف كانت أمه تصلي معه إذ هو بعد طفل صغير. وبينما هو في حيرته، ابتدره الطفل قائلاً: أبي ... هل اسمك واسم أمي مكتوبان في كتاب الله؟ أجابه الأب باقتضاب وهو يريد أن يُنهي هذا الحديث: من المؤكد. فعاد الطفل يسأل: ولكن خطاياكم قد مُحيت ... أَ ليس كذلك؟ عند هذا الحد لم يستطع الأب - وقد تحرك ضميره بشدة - أن يحبس دموعه، وحانت منه التفاتة إلى زوجته، فوجدها هي الأخرى تمسح دموعها. وأخيرًا لم يستطع الوالدان أن يقاوما تأثرهما، وفي الحال انهزمت الإرادة المتحجرة، وركعا، تحت تأثير تبكيت شديد بالروح القدس، وطلبا من القلب غفرانًا كاملاً وأبديًا لخطاياهم. وهكذا اتسعت ذراعا الرب لتضم العائلة التي طالما هو انتظر رجوعها، والتي رُفعت من أجلها صلوات كثيرة من الأباء. وأنت صديقى العزيز ... ماذا عنك؟ هل مُحيت خطاياك من كتاب الله؟ |
|