01 - 02 - 2019, 04:33 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
تجسد ربنا يسوع المسيح
الكتاب الأول
1- أيها الصديق العزيز، أن عادة الأتقياء الثابتة على الدوام هي الخشوع أمام الخليقة كلها في صمت، وبفرح يصرخون شاكرين ومسبحين الله، صانع الخيرات للكل، وهذا ما قيل في الأسفار وبالذات في الكلمات التي تقول: "يجلس وحده ويصمت", وأيضا: "في هدوء يهتم بأموره الخاصة "(مراثي3 : 28). وهذه الكلمات "وحده" و"يهتم باموره الخاصة" تعني أن يكون كل شيء بافراز وبيقظة واهتمام وحسب وصية الله.
لقد بدأت تهتم بالأمور الصعبة والشاقة الصادرة عن أناس يعترفون بنفس الإيمان الذي نعترف به، واهتمامك بأن تعرف خطأ هؤلاء الذين يظنون أنهم ارثوذكسيون، ولكنهم يتهورون ولايتورعون عن النطق بأفكار وآراء غير مقدسة، تزعزع غير الثابتين في الإيمان، هؤلاء لايعلمون، أنهم هم أنفسهم، قد ساروا بعيداً عن الطريق السليم، ولو كان هؤلاء والذين يسمعونهم ثابتين في الإيمان، ماخدعتهم الكلمات والألفاظ المبهمة التي تستخدم. ولكن لأن عقولهم غير مدربة، صاروا يقبلون بسهولة هذه الأفكار الشائعة التي تولد منها هذه الشرور الكثيرة والأقوال الخادعة. لقد أصيب هؤلاء بالتبلد والعمى حتى أنهم غيروا إعلانات الأنبياء وتعليم الرسل، والكلمات المحدودة التي وضعها الآباء، بل وأقوال الرب الواضحة، هي ذاتها قلبوا معانيها. وازاء كل هذا صار تفنيد آرائهم أمرا ضرورياً، حتى يفيقوا ويعرفوا جرمهم وحتى يفقدوا قدرتهم على خداع الآخرين الذين وعدوهم بشرح واضح ومعقول لسر المسيح, وهم في الحقيقة" لايفهمون ما يقولونه ولا ما يتمسكون به" (1تي1 : 7).
2- لقد علم الآباء أن الابن مساوي للآب في الجوهر, وأنه" إله حق من إله حق", أي أنه كامل من كامل، ثم اضافوا مؤكدين: "نزل من السماء لأجل خلاصنا وتجسد وتأنس", وبعد ذلك نعترف بأنه "تألم وقام", وحتى لا يُخطيء احد إذا سمع أن الكلمة تألم ومات, ويعتقد أن الله الكلمة قد تغير جوهره، أكد الآباء بكل وضوح أن الابن غير متغير ولا متألم وحكموا بالقطع من شركة الكنيسة على كل الذين يخالفون هذا التعليم الثابت.
أما هؤلاء الذين فنفند آرائهم، فهم يتوهمون أن الكلمة متغير، أو يفترضون أن تدبير الآلام هو غير حقيقي ولم يحدث، لأنهم يطلقون على جسد المسيح أوصافاً مثل "غير مخلوق" و"سمائي"، وأحيانا يقولون أن "الجسد من ذات جوهر اللاهوت".
ويقولون أيضا أنه "في مكان الإنسان الداخلى الذي فينا، كان في المسيح عقل سمائي، لأن المسيح لبس الإنسان الخارجي فقط، ولبسه اللاهوت مثل ثوب واستخدمه كأداة فقط، ومن المستحيل أن يكون قد صار إنسانا تاماً مثلنا، فحيث يوجد إنسان تام توجد أيضا الخطية، وانه لا يمكن أن يكون المسيح الاله التام والإنسان التام، لأن اتحاد الإنسانية الخاصة بنا أي الجسد والنفس باللاهوت يعني وجود خطية في المسيح، وبالتالي سوف يحتاج المسيح إلى ذات التجديد الذي نلناه نحن، لو كان إلها وإنسانا واتحد في واحد. ولو انه إنسان تام وفيه "العقل الإنساني" الذي فينا الذي يوجه الجسد ويحركه فكيف يكون بلا خطية؟" ويقولون أيضاً: "لقد أخذ جسداً بلا عقل، وصار اللوغوس نفس عقل ذاك الجسد لكي لايختبر الخطية طالما أنه فيه العقل الإلهي فقط، وطالما أن جسده بلا عقل بشري، فالجسد لا يخطيء، إلا إذا صار فيه العنصر الذي يوجه الجسد, أي العقل، فهو الذي يُدرك ويفكر ويعرف الخطية، لأن العقل يفكر ثم ينفذ الخطية بواسطة الجسد وبذلك تكتمل الخطية". وحسب تفكير هؤلاء صار الخلاص بأن يقدم لنا المسيح نمط حياة إنسانية مما يجعل الجسد يتجدد، وبالتالي يتم الخلاص عندما يتشبه كل إنسان بالمسيح على نحو معين ويقلد الفكر الإنساني حياة المسيح وتجسده فيمتنع بذلك عن الخطية. هذا هو كل ما قالوه مؤكدين أن المسيح بلا خطية.
|