حينما يتم خلط الأمور ببعضها البعض يحدث تشويش فتضطرب النفس ولا تفهم معاملات الرب معها فتطعن أنفسها بأوجاع كثيرة فتسير في طرق تظهر مستقيمة ولكن نهايتها فقدان السلام والانفصال عن الحياة التي لنا في الله.
لذلك يا إخوتي انتبهوا للتعليم
فليس منوط بكل واحد أن يُعلِّم لأنه يرى أنه حكيماً وقد اكتشف بعض الأخطاء التي تقال من فوق المنابر، وانه وصل لحقيقة الإنجيل، لأن ليس كل إنسان صالح للتعليم، لأن التعليم موهبة من الله بالروح القدس لذلك مكتوب: فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَاراً مِنَ الإِيمَانِ. فَإِنَّهُ كَمَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ لَنَا أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَلَكِنْ لَيْسَ جَمِيعُ الأَعْضَاءِ لَهَا عَمَلٌ وَاحِدٌ. هَكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ وَأَعْضَاءٌ بَعْضاً لِبَعْضٍ كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ. وَلَكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا: أَنُبُوَّةٌ فَبِالنِّسْبَةِ إِلَى الإِيمَانِ. أَمْ خِدْمَةٌ فَفِي الْخِدْمَةِ أَمِ الْمُعَلِّمُ فَفِي التَّعْلِيمِ. أَمِ الْوَاعِظُ فَفِي الْوَعْظِ الْمُعْطِي فَبِسَخَاءٍ الْمُدَبِّرُ فَبِاجْتِهَادٍ الرَّاحِمُ فَبِسُرُورٍ.(رومية 12: 3 - 8)
في الحقيقة هناك بعضاً من الخدام ومن يدعوا انهم مستنيرين
يقولون أن هناك تعليم خاطئ يُقال من فوق المنابر وهو عن التأديب الإلهي، وبيتخذوا من سفر أيوب مثال، لأن الله رفض كلام أصدقاءه ورفض الكلام عن التأديب لأيوب، مع أن ليس معنى ذلك أن الله لا يؤدب الإنسان، لكن موقف ايوب كان مختلفاً لأن الله لم يكن يؤدبه ولا حتى يُجازيه على أعمال شر فعلها، بل اصدقاءه كانوا غير فاهمين ولا واعين لعمل الله مع أيوب فصاروا معزين متعبون كلهم، لذلك الويل للنفس التي لا تفهم معاملات الله وتحاول أن تقحم نفسها في حياة الآخرين وترشدهم فتضلهم عن الطريق وتطعنهم بأوجاع كثيرة، لأن تلك النفس ستسقط من النعمة التي فيها تُقيم، لأنها تجاسرت واقتحمت حياة الآخرين وهي لم تنل الموهبة السماوية ولم تفهم قصد الله فاصابت غيرها بالعطب، فاحذروا من أن تكونوا معملين كثيرين يا إخوتي، بل ليحيا كل واحد كما قسم الله لهُ من أجل بنيان الكنيسة.
يا إخوتي الله له سلطان على النفس
يقومها ويؤدبها ويربيها في التقوى لأنه أب، لذلك مكتوب: تَأْدِيباً أَدَّبَنِي الرَّبُّ وَإِلَى الْمَوْتِ لَمْ يُسْلِمْنِي؛ أَدِّبْنِي يَا رَبُّ وَلَكِنْ بِالْحَقِّ لاَ بِغَضَبِكَ لِئَلاَّ تُفْنِيَنِي (مزمور 118: 18؛ إرميا 10: 24)، ومكتوب أيضاً: فاعلم في قلبك إنه كما يؤدب الإنسان ابنه قد أدبك الرب إلهك؛ لأن الذي يحبه الرب يؤدبه وكأب بابن يُسر؛ أما الذين يؤدبون فينعمون وبركة خير تأتي عليهم (تثنية 8: 5؛ أمثال 3: 12؛ 24: 25)
+ لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ، إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ (عبرانيين 12: 6، 7)
أرجوكم لا تنساقوا وراء أي تعليم تجدوه صحيحاً مقبولاً عندكم كفكرة
بل صلوا واطلبوا روح تمييز وإفراز، وابتعدوا عن الاستنتاجات العقلية التي تُريح النفس مزاجياً وفكرياً، بل لتكن لكم شركة مع الله والقديسين في النور، واعلموا أن الله الآب صار لنا اباً حقيقياً في المسيح، لأننا ابناء الله في المسيح يسوع، وهو الذي يؤدبنا بالمراحم والرأفات لكي لا نتعثر أو نُذل ونقع تحت نير عبودية أو نعيش تحت ضعف، لأنه يُريد لنا القوة، ولذلك فهو يحفظنا بقوته في سر التقوى لكي يكون لنا حياة محفوظة ليوم استعلان مجده آمين.