رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوما ما في حلمي رأيت ُ جماعة ً من رجال ٍ ونساء ٍ يتجهون نحو باب ٍ عظيم ٍ مصنوع من لؤلؤة ٍ واحدة ، ينبعث منه نور ٌ عجيب ٌ ويطل على شارع ٍ ٍ معبد ٍ بالذهب ، يقف امامه ملاك ٌ بثياب ٍ لامعة ، الذي لما رأى الجمع يقترب احتجب نظره ُ بالحزن لأن ثياب أولئك الناس المسافرين كان يجب ان تكون بيضاء كالثلج ، الا ان هذا البياض قد اختفى تحت لطخ الوحل والاوساخ التي علقت بملابسهم . ومع ذلك فقد كانوا يسيرون مطمئنين كأناس ٍ متأكدين من الوصول الى هدفهم . وصل الاول الى الباب وهو رجل ٌ متعجرف ٌ يحمل اربعة اكياس مملؤة ً ذهبا ً فوضعها عند اقدام الملاك وشرع يقطع عتبة الباب دخولا ً الى المدينة .. - فاوقفه الملاك : ما هذا المال ؟ - فقال الرجل : اربعة ملايين من الجنيهات الذهب الخالص ، وهذا يكفي لدفع ثمن دخولي للمدينة . - ولكن الملاك اجابه : هذا لا يكفي ، لماذا ردائك متسخ ٌ لهذه الدرجة ؟ - اجاب رجل الملايين : انت تعرف ان جمع المال غالبا ً ما يكون من الاوحال ، ولهذا لم أسير دائما ً في الاماكن النظيفة . قاطع هذا الحديث رجل ٌ محني ٌ ذو شعر رمادي تشير هيئته انه شاخ قبل الوقت . كشف للملاك عن مطرقة ٍ ثقيلة ٍ ، وقال : هذا ما اعطيك ثمن دخولي ، عملي المضني - فنظر اليه الملاك بحنو ٍ وقال : هذا لا يكفي ، ولماذا ثوبك مملوء ٌ بالاوساخ ؟ - فقال : هل تظن انه كان لي من الوقت ما يجعلني اهتم بنظافة ثيابي ؟ وخرجت امرأة من الجماعة وقدمت للملاك صرة مكاتيب وقالت : هذه تشكرات الناس لي من اجل خدماتي لهم واعمالي النبيلة ، وهكذا فالسماء لي . - وقال الملاك : هذا لا يكفي ، هل تقدرين ان تشرحي لي لماذا ثوبك متسخ ؟ - فقالت : اليس من الافضل ان يفعل الانسان الخير للآخرين بدلا ً من أن يهتم بنفسه ِ ؟ وتواصل الناس بالقدوم الى باب المدينة ... وصل رجل ٌ يحمل بيده كتابه المقدس وقال : هذا هو الكتاب الذي كرّست حياتي لدراسته ٍ ، اسألني في أي جزء ٍ فيه مهما كان صعبا ً وانا اجيبك .. ولكن وساخة ثوبه ِ كانت واضحة . بعد هذا جائت امرأة على ثوبها رائحة البخور وقالت : رائحة ثوبي هي علامة مواظبتي على الكنيسة التي كنت ُ اذهب اليها كل يوم ٍ تقريبا ً .. وعندما اشار الملاك الى ثوبها المتسخ ، ردت : - لا تؤاخذني فقد اعطيت ثوبي لغسالة الكنيسة في كل اسبوع ٍ مرة وكانت ترده لي كما هو مؤكدة ً بأنه نظيف .. ولكن الاوساخ في الحقيقة لم تظهر الا في ضياء هذا المكان . اقترب آخر كان يبكي علامة ً على توبته ِ وكشف للملاك عن قضيب حديد ٍ كان يعذب فيه نفسه . عنئذ ٍ اقترب رجل ٌ ذو وجه ٍ لامع ٍ يرتدي رداء ً ابيض من الثلج .. فابتسم له الملاك وتركه يدخل من الباب دون اعتراض . فصرخ الواقفون معترضين . فاجاب الملاك : ألم تلاحظوا بياض ثيابه ِ ؟ لقد غسلها بدم ابن الله المذبوح على الصليب ، وهذا يكفي للدخول . وعندها اكتشف الجميع انهم خدعوا انفسهم بوسائل اخرى ، واكتشفوا ايضا ً انه قد فات الأوان لتصليح الأمور ... وهكذا اختفت الجماعة في الظلمات وصيحات اليأس تعلو ... هل غسلت ثيابك بدم المسيح ، وتأكدت من غفران خطاياك ؟ أم انت متكل ٌ على اعمال بِرّك الذاتي ؟ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
( جا ٩ : ٨ ) لتكن ثيابك في كل حين بيضاء |
(ع4، 5) ثيابك لم تَبل عليكَ |
ثيابك تلمع كالثلج |
لاتجعل ثيابك أغلى شئ فيك ... |
هل ثيابك بيضاء؟ |