صفات جميلةلا تنطبق إلا على العذراء ،
والحقيقة زى ما قال القديس ساويرس لما أجى أتأمل فى العذراء أجد صوت داخلى يقول :
أحذر لأن الأرض التى أنت واقف عليها أرض مقدسة .
لا يستطيع أحد أن يتكلم عن العذراء إلا إذا كان نقى له فكر مقدس .
فأجد نفسى متحير أزاى أتكلم عن العذراء
وأزاى أسكت أيضاً لأن الصمت أيضاً خطية.
الدخول اليها هو دخول الى قدس الأقداس
لأن مجرد ذكر أسمها يطهر اللسان
ومجرد التفكير فيها يقدس الفكر
ومجرد التأمل فى سيرتها يلهب القلب
لا يمكن أن نتكلم عن المسيح إلا لما نذكر الست العدرا
ولا يمكن أن نتكلم عن العذراء بدون التكلم عن ربها يسوع .
نشيد الأنشاد بصوت الروح القدس يقول عن العذراء ( أنت جميلة )
ليس للجمال الظاهرى فقط بل من أجل الصفات التى تحلت بها .
لم يستطع الشيطان أن يجذبها الى إرادة الشر .
نعم العذراء ولدت بخطية آدم ولكنها لم تخطئ بإرادتها لذلك يقول عنها الروح
" ها أنت جميلة لا عيبة فيكِ " .
كلك جميلة ، كل صفاتك حلوة ، لم يجد فيكِ عيبة ...
لذلك قال لها : يا أختى العروس . رائحة أطيابك جميلة .
صفات لا تنطبق إلا عليها .... يا أختى العروس تحت لسانك لبن وعسل ...
هذه الكلمة قيلت عن أرض كنعان أرض تفيض لبن وعسل
وهذا يعنى أن تحت لسانها كل مواعيد الله .
العذراء مريم قيل عنها أن الله فتش كل البشرية فلم يجد من يشبهها ...
هى فائقة القداسة هى الممتلئة نعمة . ربنا فتش فى كل النساء
من حواء إلى سارة الى رفقة الى راعوث ....
إلى المريمات فلم يجد من يشبهك أرسل وحيده أتى وتجسد منك.
أنت الوحيدة التى أختارها الله ليأخذ منها جسد منذ الأزل .
الأنجيل لم يتكلم عن العذراء كثيراً لأن الأنجيل أهتم بقصة الخلاص
لذلك ذكر عن العذراء ما يهم قصة الخلاص .
ولكن التقليد أو التسليم الآبائى هو الذى قال لنا عنها .
أغلق الأنجيل على العذراء فى صمت كما كانت هى فى صمت تحفظ الكلام فى قلبها .
كان هناك أسرار خفية بينها وبين الله ...
أزاى كان يجلس فى حجرها وهى عارفة أنه الله ؟!
أزاى كان يأكل من يديها ؟!!
أزاى كان ينام على ركبتيها وهو الجالس على مركبة الشاروبيم ؟
هذا لغز لا يدركه إلا العذراء ....... لذلك لما المسيح كان فى الهيكل
وهو فى سن 12 سنة ولم تجده أنزعجت جداً لأنها أحست أنه فقد منها .
العذراء ليست شئ بسيط ..هى ينبوع مغلق ، عين مقفلة .
القاب العذراء
الممتلئة نعمة / مباركة أنت فى النساء / أم يسوع / أم المسيح/ أم ربى / التى آمنت /
المتسربلة بالشمس .
الكنيسة تقول لها أنت أعلى من الشاروبيم وأجل من السيرافيم .
الشاروبيم والسيرافيم أعلى درجات الملائكة .
أنت أعلى منهم لأنك حويتِ المسيح فى أحشاءك وأنت حملتيه على يديكِ .
ولكى نفهم أزاى هى أجل من الشاروبيم سنتكلم عن 3 ألقاب لها :-
1- أم الله ( والدة الإله ) :
- " من أين لى هذا أن تأتى أم ربى الىّ "
هذا اللقب للرد على بعض الهرطقات التى تقول أن العذراء
ولدت أنسان عادى والروح القدس حل على هذا الأنسان فالكنبيسة ترد
وتقول أن العذراء هى أم الله . اللى ولدت الله يصبح أسمها والدة الإله
" تى ثيؤتوكوس "
وهذا اللقب أستخدمه آباء كثيرين القديس ديسقورس وكيرلس وأثناسيوس .......
+أم الله نفهم منها أمر خطير وهو موقف العذراء من التجسد ....
الله يتجسد من محبته للأنسان ولازم يتجسد من عذراء
ولكن لا يقتحمها ولكن يدخل اليها بإرادتها
حواء الأولى لم تقبل طاعة الله وكسرت الوصية ولكن العذراء حواء الثانية
أطاعت الله وقالت " هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك "
وبقبولها صارت خادمة سر التجسد .
لقد صرخت وقالت ليأتى حبيبى الى جنته
لم يستطيع أحد أن يطيع الله طاعة كاملة إلا العذراء .
الله لا يتجسد من قديسة فقط ولكنه يتجسد من واحدة ممتلئة بالفضائل
" نساء كثيرات نلن كرامات ولكن لم يوجد من يشبهك "
الله يتجسد من فائقة الطهر وكلية القداسة الممتلئة
من كل الفضائل العذراء مريم ، تجسد منها لأنها فائقة القداسة .
العذراء حققت كل رجاء العهد القديم .
لذلك نقول لها فى المديحة أنت سلم يعقوب ، أنت العليقة ، ..
كل رموز العهد القديم حققتها العذراء .
فى طاعتها أصلحت العلاقات التى قطعت بسبب حواء .
وفى قداستها أعطت البشرية أمكانية القداسة لكى يسكن فينا الله .
ربنا أراد أن يسكن فى وسط شعبه فأختار حاجة أسمها خيمة الأجتماع ،
هناك فى قدس الأقداس يتراءى الله فوق التابوت وسكن الله
فى وسط شعبه فى قدس الأقداس ولا يقدر أن يدخل الى قدس الأقداس
هكذا سكن الله فى العذراء ولم يدخل اليها أحد دليل بتوليتها .
2 - كلية القداسة
3- دائمة البتولية
نحن نكرم العذراء لأننا نكرم المسيح ،
اللى يكرم المسيح يكرم العذراء أمه ،
واللى يكرم العذراء يكرم أبنها المسيح .
العذراء هى أم لنا كما قال المسيح ليوحنا ( هوذا أمك ) ،
العذراء ليست بعيدة عنا ، ليست قديسة فقط ولكنها قريبة جداً منا ، نحن نتشفع بها .
نحن نكرمها ونحبها وكل ما نحبها نحب المسيح أكثر والعكس .
+لا نستطيع أن نصل الى حقيقة العذراء مهما فعلنا ،
هى فى حياتها الخاصة فاقت القديسين .
هى قديسة صامتة لم تتكلم عن شئ مما قال لها الملاك، حفظت السر
ولم تفصح حتى لو هذا كلفها ثمن باهظ وهو أن يشك فيها يوسف الصديق
ياريت نتعلم هذا من العذراء وهو الصمت على أسرار الحياة الروحية .
العذراء كانت متواضعة ، لطيفة ، محبة ، عجيبة ..
لا يستطيع أنسان أن يدرك ما هى العذراء ولا أن يدرك عمق هذا السر
مجد العذراء هو مجد فوق مجد واللى يقرب من مجدها يقرب من مجد الإله .
مجرد النطق بأسمها يتقدس لسانه ، مجرد التفكير فيها يتقدس فكره ،
مجرد التأمل فيها يعطينا معونة ،
ياريت لا يكون لنا فكر إلا فيها هذه الأم الجوهرة هذه هى اللؤلؤة الحسنة .
