من هو أنطونيو وكيف كانت نهايته ؟
ولد مارك انتوني المعروف بـ أنطونيو في 83 قبل الميلاد في روما وتوفي في 30 قبل الميلاد في الإسكندرية بمصر، وكان أنطونيو جنرال سياسي ينافس السياسي الروماني أوكتافيان، علي قيادة الإمبراطورية الرومانية بعد مقتل القيصر، تعرف أكثر علي أنطونيو وكيف كانت نهايته في هذا المقال .
ورغب الرجلان في تولي السلطة بعد اغتيال يوليوس قيصر والذي كان اغتياله سياسي في عام 44 قبل الميلاد، وقد أصبح الرجل الذي خرج على رأس هذا الكفاح أكثر شخصية قوية في العالم في ذلك الوقت.
مرحلة شباب مارك انتوني والعائلة
مارك أنتوني (باللاتينية تعني ماركوس أنطونيوس) جاء من عائلة رومانية مميزة، وكان جده أحد المتحدثين الرئيسيين في روما، وكان والده، ماركوس أنطونيوس كريتيكس، قد توفي في حملة عسكرية ضد القراصنة عندما كان أنطونيو صغيرا.
وبصفته شابًا من عائلة متميزة، تلقى أنطونيو التعليم المناسب، وركزت دراسته على المهارات التي ستكون مفيدة له في وقت لاحق في السياسة، مثل فن التحدث أمام الجمهور والقدرة على التفكير في مسألة أو موقف موضوعي ومن العديد من الزوايا، وفي سن مبكر أصبح معروفًا بسمات شخصية أظهرها لاحقًا كشخص بالغ، وقد كان انطونيو شجاعًا ومخلصًا للأصدقاء والرياضيين، لكنه كان أيضًا متهورًا، وأحيانًا كسول، مغرمًا بالشرب والكره، وكما تورط في علاقة حب مع كليوباترا.
عمل مارك انتوني مع القيصر
تلقى أنطونيو خبرته الأولى في الخارج في الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية، عندما كان في الفترة من 57 إلى 55 قبل الميلاد، خدم مع الحاكم الروماني لسوريا، والذي كان له مقاطعة (إقليم) في روما، ومن هناك ذهب للعمل مع قيصر (من 100 إلى 44 قبل الميلاد ) في بلاد الغال ( وهي منطقة توجد في أوروبا تضم ما هو الآن في العصر الحديث فرنسا، وكذلك أجزاء من ألمانيا الحديثة وبلجيكا وإيطاليا).
غزا قيصر الغال روما، وساعده أنطونيو في قمع التمرد المحلي ضد الرومان، وفي عام 50 قبل الميلاد بعد عودته إلى روما، انتُخِب أنطونيو منبرًا، وهو رئيس مكتبً يمثل مصالح الشعب.
وجاء أنطونيو إلى المكتب في وقت حرج، وكان قيصر بلاد الغال يقترب من نهايته، وكانت مجموعة في مجلس الشيوخ عزمت على محاكمة قيصر واعتبروه انه يقوم بسوء استعمال لقوته، واعتمد القيصر على الحراس لرعاية مصالحه في روما، وقد فعل أنطونيو ذلك ولكنه رفض حقه في إصدار مرسوم كان يلزمه القيصر عليه.
وعندما أعطى مجلس الشيوخ ضباطه صلاحيات خاصة "للحفاظ على الدولة"، شعر أنطونيو أن هذا الإجراء سيُستخدم ضده، وقد هرب إلى قيصر، وهنا كانت فرصة القيصر في تأكيد سلطته، لأنه يمكن أن يدعي أنه كان يدافع عن ممثلي الشعب ضد سلطة مجلس الشيوخ.
وتبع ذلك سلسلة من الحروب الأهلية التي حاصرت قيصر والجيوش والسياسيين الموالين له ضد قوات بومبي (106-48 قبل الميلاد )، وزعيم مجلس الشيوخ تحت قيادة قيصر، أعطي أنطونيو عدة مهام عسكرية مهمة وتميزه، وبعد هزيمة قيصر بومبي، عاد أنطونيو إلى إيطاليا كقائد سيزار ثاني، وفي عام 45 قبل الميلاد عينه القيصر في منصب قنصل (منصب لمدة عام واحد وكان واحدا من أقوى الأشخاص في الحكومة الرومانية) حتى عام 44 قبل الميلاد.
ومرة أخرى وجد أنطونيو نفسه في موقع رئيسي في وقت مهم، وكان قيصر يتحرك بسرعة في اتجاه حكومة كان يملك فيها سلطات شبيهة بالملك، ونتيجة لذلك، تشكلت مؤامرة للقضاء على القيصر، وفي 15 مارس عام 44 قبل الميلاد، اغتيل القيصر، وتم إنقاذ أنطونيو على أساس أن الهدف من المؤامرة هو إزالة حاكم غير شرعي، وأن القنصل مات وهو الذي كان المسؤول الشرعي الرئيسي للدولة الرومانية.
محاولة مارك انتوني تعزيز موقفه
مع موت قيصر، تم إجبار أنطونيو على خوض حرب على جبهتين،الجبهة الأولى كانت ضد أولئك الذين خططوا لقتل قيصر، والجبهة الآخري كان مع أنصار قيصر نفسهم، الذين لم يقرروا بعد كيفية الانتقام من مقتل قيصر ومن سيقودهم، وربما كان أنطونيو استولى على القيادة دون صعوبة إذا لم يظهر أوكتافيان، ابن شقيق قيصر، وهو ابن قيصر بالتبني ووريثه، ويطالب أيضًا بإعطاء السلطة السياسية له.
وحاول أنطونيو تعزيز موقعه من خلال محاولة الحصول على قيادة جديدة لمدة خمس سنوات في بلاد الغال، واصطدم اوكتافيان بمهارة أنطونيو والجحافل التي كانت أكبر وحدة في الجيش الروماني وفي الصدام الذي تلا ذلك، هاجمت قوات أنطونيو ديسيموس بروتوس (قائد المتآمرين) جيوش اوكتافيان، لكنه هوجم بدوره من قبل جيوش أوكتافيان والقناصل وهُزم وأجبر على التراجع شمالاً.
وفي الأشهر التالية، عزز أنطونيو نفسه بجيوش الإمبراطورية الرومانية الغربية، بينما كان أوكتافيان يدرك أن مجلس الشيوخ كان يحاول استخدامه، لذا بدأ في إقامة تحالف مع أنطونيو، وشكلوا ثنائي معا وانضم إليهم بعد ذلك ليبيدوس وهو آخر الضباط السابقين لقيصر، وتولي الثلاثي السلطة المطلقة لحكم الإمبراطورية، وكان هذا مجرد تحالف سياسي، وأصبح الثلاثي هيئة دستورية لحكم الدولة، فقد كان يفترض أن يسيطر أوكتافيان في الغرب، وأنطونيو في الشرق، وليبيدوس (لبعض الوقت) في أفريقيا.
مارك انتوني وكليوباترا
وفي حين ان اوكتافيان عاد إلى إيطاليا، ذهب أنطونيو شرقا لإخضاع المقاطعات الشرقية الى النظام، كما أعد حربًا ضد بارثيا (الموجودة في إيران الحالية)، واحتاج إلى الدعم المصري، والتقى بكليوباترا، ملكة مصر، في عام 41 قبل الميلاد، ثم انتقل أنطونيو إلى الغرب وتم السلام في 40 قبل الميلاد مع زفاف أنطونيو من أخت أوكتافيان، أوكتافيا، بعد وفاة زوجة أنطونيو الأولى.
وسرعان ما ذهب أنطونيو شرقا مرة أخرى، وضرب البارثيين مرة أخرى، وفي 36 قبل الميلاد رجع مرة أخرى إلى علاقته مع كليوباترا، وتورط معها على حد سواء عاطفيا وسياسيا، ورأت كليوباترا تحالفها مع أنطونيو كفرصة رائعة لإحياء أمجاد البطالمة السابقة، وخط العائلة المالكة التي ترعرعت منه، ولكن كانت أفكار مارك أنتوني غير واضحة، وكان بالتأكيد يعتمد على كليوباترا من أجل المال، وقام بالتنازل عن الأرض ومنح ألقاب عائلة كليوباترا
النهاية وانتصار اوكتافيان
في نهاية 33 قبل الميلاد، وفي الوقت نفسه كانت الأزمة بين أوكتافيان وأنطونيو تصل إلى ذروتها، وكان أنطونيو لا يزال يتمتع بالدعم في روما، وحول أوكتافيان الرأي العام ضد أنطونيو، وقام بذلك من خلال إعلان طلاق أنطونيو من اوكتافيا لأجل كليوباترا، وبدأت الشائعات ضد أنتوني.
وجمع اوكتافيان الدعم في إيطاليا، في حين أن أصدقاء أنطونيو الرومان كان لديهم مشاعر مختلطة حول شن الحرب على جانب الملكة المصرية، والتقى الرجلان وجيوشهم في أكتيوم، اليونان، في 2 سبتمبر 31 قبل الميلاد في معركة حائرة هُزم فيها أسطول أنطوني، وهرب إلى مصر مع كليوباترا، وعند وصول أوكتافيان إلى مصر، انتحر مارك أنتوني وفاز اوكتافيان ليصبح أول إمبراطور روما، وأطلق علي نفسه اسم اغسطس.