منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 08:30 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

محبة خاطئة للنفس تضرها بقلم: البابا شنودة الثالث
محبة خاطئة للنفس تضرها

بقلم: البابا شنودة الثالث


كل إنسان في الدنيا يحب نفسه‏,‏ ولا يوجد أحد لايحب نفسه‏,‏ وليست محبة النفس خطيئة‏.‏


ولكنها تصبح كذلك إذا كانت محبة خاطئة أو تقود إلي خطأ‏.‏ وهناك حروب روحية تسمي حروب الذات‏,‏ أو عبادة الذات‏,‏ التي يتمركز فيها الإنسان حول نفسه ويقول أريد أن أبني نفسي‏,‏ أو أن أحقق ذاتي‏. ‏ وللأسف يبني نفسه بطريقة خاطئة‏.‏ من المحبة الخاطئة للنفس‏,‏ المحبة الخاصة باللذة والمتعة‏.‏ منها لذة الحواس التي تقود الي الشهوة وإلي الخطيئة‏.‏ وفيها قد يفتخر شخص ويقول‏:‏ مهما اشتهته عيناي فلن أمسكه عنهما‏.‏ ويقود ذلك الي كل انواع المتع العادية والضارة‏.‏ ومن أمثلة اللذة الخاطئة‏,‏ مايقع فيها البعض من ملاذ الجسد‏,‏ أو المخدرات‏,‏ أو التدخين‏,‏ أو كل ماينسيه عن نفسه‏.‏ والواقع أنها ليست محبة حقيقية للنفس‏,‏ التي تأتي عن طريق اللذة والمتعة‏,‏ مادامت متعة خاطئة‏.‏
ومن المحبة الخاطئة للنفس‏,‏ المحبة الخيالية‏.‏ وفيها لايستطيع الشخص ان يمتع نفسه عمليا‏,‏ فيسبح بفكره في تصورات إسعادها‏.‏ وتكون متعته بالخيال أقوي من المتعة الحسية‏.‏ لان الخيال مجال واسع لايقف عدد حد‏.‏ ويتصور فيه الإنسان تصورات لايمكن ان تحقق في الواقع‏.‏ وتحصل له بذلك سعادة وهمية‏.‏
ومن هذا مايسمونه بأحلام اليقظة‏.‏ فكل مايريد الشخص ان يمتع به نفسه‏,‏ يغمض عينيه ويتخيله‏.‏ ويؤلف حكايات وقصصا عن متعة لا وجود لها في عالم الحقيقة‏.‏ ويقول لنفسه سأعمل وأعمل‏,‏ وسأصير وأصير‏....‏ وقد يستمر في هذا الفكر بالساعات‏,‏ وربما بالأيام‏.‏ ويستيقظ لنفسه‏,‏ فإذا هو في فراغ وقد أضاع وقته‏!‏ وعلي رأي المثل العامي‏:‏ المرأة الجوعانة تحلم بسوق العيش‏.‏ ومثال آخر التلميذ الذي لم يستذكر دروسه‏,‏ ولم يستعد عمليا للامتحان‏.‏ وإنما يجلس الي جوار كتبه‏,‏ ويسرح في الخيال‏:‏ يتخيل أنه نجح بتفوق كبير‏,‏ وانفتحت أمامه جميع الكليات وصار وارتفع وارتقي وتخرج‏..‏ ثم يصحو الي نفسه‏,‏ فيجد انه أضاع وقته وأضاع نفسه‏.‏ وكثير من المجانين يقعون في مثل هذا الخيال الذي يشبعون به انفسهم‏,‏ ويجدون به أنفسهم في مناصب ودرجات وألقاب‏.‏ والفرق بينهم وبين العقلاء‏,‏ أنهم يصدقون أنفسهم فيما يتخيلونه ويصيبهم نوع من المرض يسمي البارانويا‏,‏ وحكايات كثيرة‏.‏
كثيرون يضيعون أنفسهم بشهوة العظمة الخيالية‏.‏ وهي محبة خاطئة للنفس‏.‏ أما العظمة الحقيقية فليست كذلك‏.‏ والذي تحاربه شهوة العظمة‏,‏ ما أسهل أن يدخل في حروب ومنافسات قد تضيعه علي الأرض‏.‏ وهذه العظمة الأرضية تضيعه في الأبدية‏.‏ وهناك أشخاص لايجدون لأنفسهم تلك العظمة الخاطئة‏,‏ فيحاولون ان يجدوا العظمة بالكلام‏.‏ بالفرح بمديح الناس لهم‏.‏ وإن لم يجدوا ذلك‏,‏ فإنهم يمدحون أنفسهم‏.‏ ويتحدثون عن فضائلهم وأعمالهم المجيدة‏,‏ لكي ينالوا تمجيدا من الناس‏.‏ ولاشك ان حروب العظمة قد ضيعت كثيرين‏.‏ هناك آخرون لايقدرون علي العمل البناء‏.‏ فيظنون أنهم يبنون أنفسهم بهدم البنائين‏.‏ فيعملون علي هدم وتحطيم غيرهم‏.‏ ولايسرهم شيء مما يعمله العاملون‏,‏ فينتقدون كل شيء‏.‏ ويبحثون عن اخطاء لتكون مجالا لعملهم في النقد والنقض والتشهير‏.‏ كأنهم يعرفون ما لايعرفه غيرهم‏.‏ وفي نفس الوقت الذي يحطمون فيه بناء غيرهم‏,‏ لايبنون هم شيئا‏.‏ حياتهم كلها صراع‏,‏ ويظنون الصراع بطولة‏.‏ ويفرحون بذلك‏,‏ ويفتخرون بأنهم هاجموا فلانا وفلانا من الأسماء المعروفة‏.‏ ويقول الواحد منهم إن عنده الشجاعة التي بها يقول للأعور انه عور في عينه‏!‏ إنهم يحبون في أنفسهم أن لهم الطبع الناري‏.‏ وشهوتهم أن يرتفعوا علي جماجم الآخرين‏.‏ علي أنهم في صراعهم هذا الذي يتخيلون فيه أنهم وجدوا أنفسهم‏,‏ يكونون قد ضيعوها‏..‏ كالطفل المشاكس في الفصل‏,‏ الذي يشعر أنه قد وجد ذاته في معاكسة المدرسين‏!‏ ويظن ذلك جرأة وشجاعة وقوة وبطولة يبني بها نفسه التي يحبها‏,‏ ولكنها محبة خاطئة للنفس‏.‏ إن المحبة الحقيقية للنفس‏,‏ هي بناء النفس من الداخل‏,‏ حتي ولو كان هذا البناء بأن يقهر الإنسان ذاته‏,‏ ويغلب ذاته‏.‏ وبهذا الانتصار علي النفس يبنيها من الداخل من حيث علاقتها بالله‏,‏ ومن حيث المحبة التي تربطه بالكل‏.‏ وقد ينكر ذاته لكي يظهر غيره‏.‏ ومحبته الحقيقية لذاته‏,‏ تجعله يضبطها‏,‏ ولا يتركها تسير حسب هواها‏.‏ ولاتفرح نفسه مطلقا بهدم الآخرين‏.‏ فالهدم أسهل كثيرا من البناء‏.‏ وكما يقول المثل‏:‏ البئر الذي يحفره العاقل في سنة‏,‏ يمكن ان يهدمه الجاهل في يوما‏.‏
هناك أشخاص يحبون أنفسهم بأسلوب خاطئ في فهم الحرية‏.‏ حيث يظن الشخص انه في حريته يفعل مايشاء بلا قيد حتي المبادئ والقيم والتقاليد‏.‏ يجب ان يتخلص من كل ذلك ويفتخر بأنه يتمتع بالحرية التي يهلك بها نفسه‏.‏ مثال ذلك الشواذ‏,‏ والوجوديون‏.‏ كل أولئك يقصدون بالحرية‏,‏ الحرية الخارجية‏.‏ وليست حرية القلب من الرغبات الخاطئة‏,‏ ولايفهمون الحرية بأنها التحرر من الخطايا والأخطاء‏,‏ والتحرر من العادات الفاسدة التي تستعبدهم‏.‏ وأخطر من أولئك‏:‏ الذين يعطون لأنفسهم الحرية في تفسير الكتاب حسب أهوائهم وينشرون آراءهم الخاصة كعقيدة‏.‏ ويحب الواحد منهم ان يكون مرجعا في المعرفة يقود غيره‏.‏ ويحاول ان يأتي بفكر جديد ينسب إليه وينفرد به‏.‏ ومن هنا ظهرت البدع‏,‏ التي بها ابتدع الناس أفكارا جديدة ضد التسليم العام‏.‏ ومن المحبة الخاطئة للنفس‏,‏ الإعجاب بالنفس‏.‏ إذ يكون الشخص بارا في عيني نفسه‏,‏ وحكيما في عيني نفسه‏.‏ ويدخل في عبادة النفس‏.‏ ولا مانع ان يكون الكل مخطئين‏,‏ وهو وحدة الذي علي صواب‏.‏ وهذا النوع يبرر ذاته في كل عمل وفي كل خطأ‏.‏ ويرفض كل توجيه‏.‏ وان عوقب علي خطأ‏,‏ يملأ الدنيا صراخا‏:‏ إنه مظلوم ولاينظر الي الذنب الكبير الذي ارتكبه‏,‏ وإنما يدعي قسوة من عاقبه‏.‏ والعجيب ان الكثيرين من هؤلاء الذين يقعون في الإعجاب بالنفس‏,‏ يكون الله قد منحهم مواهب‏.‏ ولكنهم استخدموا المواهب في الإضرار بأنفسهم‏.‏
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حياة‏ ‏الفضيلة‏ ‏والبر‏ بقلم قداسة البابا شنودة المحبة الخاطئة للنفس
إله الكل بقلم : البابا شنودة الثالث 27 - 9 - 2009
القيم بقلم: البابا شنودة الثالث
اسبوع الالام بقلم البابا شنودة الثالث
محبة الخير ومحبة الغير بقلم: البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 07:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024