قالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن السبب الذي يقف وراء ظاهرة نفوق الأسماك واسعة النطاق الذي شهده العراق في الآونة الأخيرة هو ارتفاع نسب المعادن الثقيلة والأمونيا والبكتيريا القولونية ( coliform bacteria) في مياه نهر الفرات
وكانت آلاف الأطنان من أسماك "الكارب" (أو الشبوط) نفقت في الفرات في الشهر الحالي، مما سبب أضرارا مادية كبيرة لأصحاب مزارع الأسماك الموجودة بمحاذاة النهر خاصة في محافظة بابل وسط العراق.
يذكر أن السمك المشوي (أو المسقوف) يعد من الأطباق التقليدية الشهيرة في العراق.
وكان مسؤولون في القطاع الزراعي في العراق قد نفوا أن تكون الظاهرة نتيجة عمليات تسميم متعمدة.
وكشف تحقيق مشترك أجرته وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية عن أن التلوث الذي أدى إلى نفوق الأسماك ليس ساما بالنسبة للبشر.
وجاء في بيان أصدرته المنظمة العالمية يوم الثلاثاء أن "فحوصا أجريت على أسماك نافقة كشف عن وجود مشاكل خطيرة دفعت منظمة الصحة العالمية إلى إجراء تحقيق ثان للتحري عن احتمال إصابة الأسماك بفيروس أدى إلى نفوق الآلاف منها في النهر. ومن المقرر أن تظهر نتيجة التحقيق الثاني الأسبوع المقبل".
وكان نشطاء عراقيون قد تداولوا صورا وفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر نفوق العديد من الأسماك في نهري دجلة والفرات، مطلع الشهر الجاري.
ونفت وزارة الزراعة العراقية سابقا، أن يكون سبب نفوق كميات كبيرة من الأسماك في العراق جراء إلقاء مواد أو فضلات سامة في الأنهار.
كما عزت الوزارة في بيان صدر في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، نفوق آلاف الأسماك إلى تفشي مرض "تنخر الغلاصم (الخياشيم) البكتيري" الذي شخص مختبريا بعد فحص عينات من الأسماك النافقة.
وأوضح البيان أن الإصابة الأولى بالمرض ظهرت بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في مناطق بمحافظة ديالى إلى الشرق من بغداد وكذلك في التاجي والطارمية شمالي بغداد في أقفاص (أحواض) تربية الأسماك.
وألقى البيان باللائمة على أصحاب أحواض تربية الأسماك الذين اتهموا بعدم التعامل مع تفشي المرض بجدية لاعتقادهم "أن المرض يحدث سنويا ويؤدي إلى نفوق اعداد معتدلة" من الأسماك.
وأشار البيان إلى أن الفرق البيطرية التي تحاول السيطرة على المرض خلصت إلى أن التفشي قد حدث جراء "توفر كافة الظروف المُهيئة للإصابة: من التربية المكثفة، حيث تجاوزت الأعداد المقررة في وحدة الحجم، فضلا عن عدم الالتزام بالمحددات البيئية والصحية عند إنشاء أقفاص تربية الأسماك، وتراكم الفضلات العضوية، وقلة الأوكسجين، وعدم توفر المياه الكافية، إذ لوحظ ركود النهر وانخفاص مناسيبه".