رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ابحث عن وجهه
استيقظ طفل لا يتعدى عمره الست سنوات ومصاب بسرطان طرفي في منتصف الليل وهو يبكي داخل غرفته في وحدة العناية المركزة للأطفال. هرعت ممرضته (التي أخبرتني بهذه القصة) إلى غرفته لتهدئته وإليكم ما دار بينهما من حديث: الممرضة: “لماذا تبكي؟” الطفل: “أبكي لأن والدتي أخبرتني اليوم أنني سأموت قريبا وسأذهب إلى السماء -لكنني لا أريد أن أذهب إلى السماء!” الممرضة: “لماذا لا تريد الذهاب إلى الجنة؟” الطفل:” لا أريد أن أذهب إلى السماء لأن أمي قالت إنني سأكون ملاكًا ولا أريد أن أكون ملاكًا!” الممرضة: “لماذا لا تريد أن تكون ملاكًا؟” الطفل:” لأن الملاك يرتدي ثوبًا أبيضًا ويعزف على القيثارة طوال اليوم وأنا لا أحب هذا الأمر إنه سخيف!” الممرضة: “حسنًا. في الجنة ليس عليك أن تكون ملاكًا. يمكن أن تكون السماء كل ما تريدها أن تكون. كيف تريد أن تكون السماء؟” الطفل: “أريد أن تكون السماء أشبه بعالم ديزني.” الممرضة: “حسنًا. ستكون السماء مثل عالم ديزني. ” الطفل:” أوه هذا جيد! الآن أريد أن أموت! ” عاد الصبي إلى النوم. اختتمت الممرضة القصة: “لهذا خرجت من وحدة العناية المركزة للأطفال إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة فهؤلاء الرضع لا يسألون أسئلة محرجة. فلو سألني أي طفل مثل هذه الأسئلة فأنا اعلم ان الأمر سيقتلني “. يقدم لنا الحوار أعلاه بعض التشوهات حول الجنة. هناك وجهة نظر طفولية ساذجة عن الجنة والملائكة. لكن ما الذي تعلمه الكنيسة عن الجنة؟ كما هو مكتوب: العين لم ترها ولم تسمع عنها أذن ولم تدخل قلب الإنسان… السماء هي أبعد من الحواس البشرية والخيال. تقول القديسة تريزا من أفيلا وهي واحدة من أعظم المتصوفين في الكنيسة للتعبير عن رؤيتها للجنة: “أعطتني أمّ الله المباركة جوهرة وعلقت حول رقبتي سلسلة ذهبية رائعة كان فيها صليب ذو قيمة لا تُقدر بثمن. هذا الذهب وهذه الجوهرة لا تشبه تلك التي لدينا هنا في هذا العالم حتّى لا يمكن المقارنة بينها وبين أي شيء آخر. إنها أجمل من أي شيء نعرفه أو يمكن أن نتصوره. فما نطلق عليه عبارة الذهب والأحجار الكريمة يبدو مظلمًا ومتفحمًا مقارنة بما أعطتني إياه العذراء المباركة.” الجنة هي مسكن الله القدوس. إنه المنزل الحقيقي والوحيد لنا نحن الذين صنعنا على صورة الله ومثاله وهو موطن لجسم الإنسان وروحه. يريد الله فقط ما هو الأفضل لنا أي يريد ان يعطينا ذاته. ولأننا عقلانيون وأحرار واجتماعيون مثل الله ولأننا جسديون مثل ابنه المتجسد يجب أن تكون السماء هي الكمال والالتزام والرضا لنا جسدًا وروحًا. أنا أعرف من خلال التجربة أن لا شيء في هذا العالم قد يدفعني إلى الصراخ، “إنه لا يوجد أفضل من هذا!”، وأنا أعلم بالإيمان أن من ينعم بحب الله يستطيع فقط أن يصيح إلى الأبد في السماء: “لا يمكن أن يكون هناك أفضل من هذا! ” في السماء تمحى كل دمعة وتصحح كل الأخطاء. كل عمل صالح سيكافأ. كل أمل وطموح سيتم الوفاء بهما. ولحثنا على التوق إلى السماء دعنا نبحث في الكتاب المقدس ونكرر دائمًا ما يقوله المزمور “ابحث عن وجهه!” |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
"مصراعًا وجهه" هم المعلمون الأشرار الذين يدعون أبواب وجهه |
في وجهه نور |
وجهه قد حجب! |
بصقنا فى وجهه |
ابحث عن نجاتي ...ابحث عن نفسي....ابحث عن حريتي... |