هذا ما كشفه بادري بيو عن العذراء ومار فرنسيس
وصل أربع ممسوسين من بعض المدن في توسكانا. وقام الأب ترسيسيو بالتقسيم عليهم. خلال التقسيم على أحدهم، هاجت الشياطين غاضبة، وهاجمت بشراسة المساعدين الذين كانوا يُمسكون بالممسوس.
– لماذا لا تهاجموني أنا أيضاً؟ سأل الأب ترسيسيو
– لا يمكننا أن نفعل أي شيء ضدك. هناك شخص آخر يساعدك.
– من هو هذا الشخص الآخر؟
– لا تأمرنا أن نقول! … نحن لا نريد أن ننطق هذا الاسم!
ثم بدأ الممسوس يصرخ هائجاً ويقفز كالمجنون. مما أرعب المساعدين.
– هل هو هنا؟ باسم الله أخبرني ما اسمه وأين هو.
– نعم هو هنا! بالقرب منك، هو الواحد مع الثقوب (القديس فرنسيس). وهو ليس وحده، معه الراهب الآخر الذي يقف عند المذبح ويحتفل بالقداس في الصباح، ومعهما تلك المرأة التي تصلّي دائماً (السيدة العذراء). هي تصلّي الآن من أجلك، لكي ترسلنا بعيداً.
– قُل لي اسم ذلك الراهب الآخر.
– البادري بيو!! صرخت الشياطين
– من هو البادري بيو؟
– إنه قديس بهذه العظمة بحيث لا يمكننا فعل شيء ضدّه. سوف تعرفه عندما لا يعود بينكم! لكن لماذا تعذّبنا وتجبرنا أن نقول هذه الأشياء.
– إذاً البادري بيو قديس؟
لم تجب الشياطين.
– باسم الله أجبني! هل هو قديس؟
– أنت لا تعلم شيء. سيّده يريد له الخير العظيم. ومن يقدر أن يلمسه؟ هو دائماً مع تلك المرأة.
– دائما مع تلك المرأة… وماذا يفعل؟
– يصلّي لها باستمرار. لا توجد دقيقة لا ينغمس في الصلاة اليها!
– كيف يمكن أن يصلّي لها باستمرار إذا كان يبقى ساعات طويلة في كرسي الإعتراف؟
– حتى هناك لا يتوقّف أبداً عن الصلاة. لا يخجل! دائماً يدعوها ويتوسّل إليها.
– إن كانت تلك المرأة معه في كرسي الإعتراف، لماذا يوبّخ البادري بيو التائبين ويرسل المؤمنين دون أن يحلّهم من خطاياهم؟
– لكن لماذا كل هذه الأسئلة؟ لماذا تستمرّ في تعذيبنا؟
– باسم الله آمُرُك: أجبني!
– ذلك الرجل، لا يفعل مع المعترفين ما هو ليس مشيئة الله. يعزّي، ينصح، يُذكِّر، يلوم بحسب ما يقترحان عليه اللذان يقفان بجانبه طوال الوقت ويساعدانه. كم ذلك فعّال!… آه، كم من الخسائر أوقعوا بنا!
– ما هي الفضيلة المتأصّلة بالأكثر في البادري بيو؟
– الإحتجاب، الاختفاء، التواضع، العمل، العمل، العمل دائماً ولا يدع شيئاً يتسرّب! لو أعين البشر ترى آه!… لكن إذا كان البشر لا يرون، فإنهم يدركون.
بعد أن انتهى من التقسيم، سأل الأب ترسيسيو البادري بيو: هل صحيح أبتِ، أنك وأنت في كرسي الإعتراف، وبينما كنت أقوم بالتقسيم، أوصيت السيدة العذراء والقديس فرنسيس بحمايتي؟ أجاب البادري بيو وهو يخفي نفسه: “نعم، أنا طلبت منهما مرة واحدة وهما قاما بكل العمل.
“أبتِ لا تُخفي عني، هل صحيح أن السيدة العذراء والقديس فرنسيس يساعدانك دوماً في كرسي الإعتراف، ويرشدانك الى إرادة الله في ممارسة الخدمة المقدّسة؟
أجاب البادري بيو ورأسه مطأطأ وقد احمرّ وجهه: “لو لم يكن هذان الإثنان، فكيف أقاتِل؟”
موقع الازمنة المريمية.