حياة العمل
المسيحية حياة فعل وعمل
من عمل وعلَّم فهذا يُدعى عظيمــــاً
في ملكوت السماوات – متى 5: 19
أولاً مقدمـــــــــــــــة
(1) طبيعة الحياة المسيحية
من المستحيل أن تنتعش حياة الكنيسة وتحيا حسب رسالتها وتقدمها كرازة حية مُفرحة لكل قلب طالب الله، إلا بالعودة إلى عمق الكتاب المقدس وغرس كلمة الله في صميم حياة أعضائها، والعودة لعمق الكتاب المقدس لها أسبابها وشروطها الخاصة.
وسبب العودة للكتاب المقدس،
ليس من أجل المعرفة في حد ذاتها والدخول في الأبحاث الأكاديمية المتخصصة، بل من أجل البحث عن كيف نحيا مع الله حسب مشيئته هوَّ وليس حسب مشيئة الناس وأفكارهم وتفسيراتهم التي يرتاحون إليها، وأيضاً لكي نتخلَّص من حياة الشرّ والفساد ونحصل على نقاوة القلب وتطهير الضمير من الأعمال الميتة لكي نستطيع – بسهولة دون عائق – أن نحيا مع الله في النور ونخدمه، لأنه من المستحيل أن تنجمع الظلمة مع النور لأن النور يُبددها ولن تحتمله، لأن حسب خبرتنا العملية في واقع حياتنا المُعاشه فأننا لا نستطيع أن نرتاح في مخدع صلاتنا أو نستمتع بالصلاة – سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي – ونحن نحيا في الظلمة ونلتزم بكل ما هو مُضاد لمشيئة الله الحي، لأنه حسب إنجيل خلاصنا فأن هذا هو الخبر الذي سمعناه منه وأُخبرنا بهِ: أن الله نور وليس فيه ظلمة البتة (1يوحنا 1:5)