رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هـــــل لكِ أنّ تسقينـــي ؟؟ كانت هذهِ كلماتُكَ الأولى معــــي .. فصَرَخَ بداخلي صوتاً عنيفاً عاصفاً : كيف يطلبُ مني ذلك ؟ ونحنُ مُختلفين في كلِ شيء .. كيف أساعده؟ برغم تعبهِ وعطشهِ .. فهو مُختلفٌ معي بالفكرِ والعقيدةِ والتأريخ !!! وتوّهمتُ للحظة بأني أفضل كائن ، وأني أملكُ الحقيقة الكاملة .. وهو لا شيء ! فأخذتُ أجادله وكلي ثقــــة بأني أحكمَ منهُ وأصدقَ منهُ ! ونسيتُ نفسي " مــن أنا !" نسيتُ الوقت " لماذا خرجتُ ظهراً لوحدي لأستقي !" هروباً من نظرةِ الناس عليّ وعلى تأريخي !!! لكّن سؤالكَ أستوقفّني ؟ وأجبتُكَ إجابة سريعة وقاطعة... ثَناءَكَ على صِدقي معكَ أذهلني ! عرفتُكَ مُختلفاً عني وعن كلِ من عرفت ... لم تَنظر إليّ كما نَظرتُ لنفسي .. لم تُعيرُني كما فَعَل الآخرين .. ومن هُنا عرفتُ أنّ الأختلافَ بيني وبينكَ كبيرٌ جداً يارب ! على صورتكَ ومثالكَ خَلَقتَني .. لكّني لا أرى نفسي ومَن حولي بعيونك ! كلِماتُكَ معي قرّبتني مِنكَ أكثر .. أدركتُ فيها كم أنّ نظرتي لذاتي قاسية ! وكم نَحنُ ظالِمونَ .. نحكمُ على بعضِنا البعض دونّ رحمة ! وكم نَحتاجُ لِنُصلح نظرتنا .. ونرى بعضنا البعض بعيونٍ يملأها الحُبْ . نَظَرتَ إليّ برحمة .. فَجَعّلتني ألتفتُ لأرى حقيقتي وأقبَلها برحمة ... نظَرتَ إليّ بِحُب .. فَجَعّلتني مَخلوقاً جديداً لايَخجَلُ من نفسهِ بل يقبَلها بِحُب .. رغم عَطَشَكَ وتَعبَكَ وَقَفتَ مَعي وقتاً طويلاً تُعلّمَني.. لأرى الكونَ أجمل .. لأفتخرَ بالماضي الذي كانَ سبيلاً لوصولي للحقيقة .. شكراً لأنكَ تَرَكتَ فيّ أثراً مَحا كلَ آثار الماضي المؤلمة .. شكراً لأنكَ علّمتَني أنّ الحُب يبدأ بِنَظرة ! والظلم يبدأ بِنَظرة .. وليّ أنّ أختار .. فَكل شيء يعتمدُ على نَظرتي - أنا- للأمور .. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هـــــل تعلم ؟؟؟؟ |