رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“أَبِي مَا يَزَالُ يَعْمَلُ وأَنَا أَيْضًا أَعْمَل” إنجيل القدّيس يوحنّا ٥ /١٧ – ٢٣ قالَ الربُّ يَسوع: «أَبِي مَا يَزَالُ يَعْمَلُ وأَنَا أَيْضًا أَعْمَل». لِذلِكَ ٱزْدَادَ طَلَبُ اليَهُودِ لِقَتْلِهِ، لأَنَّهُ مَا كَانَ يَنْقُضُ السَّبْتَ فَحَسْب، بَلْ كَانَ أَيْضًا يَدْعُو اللهَ أَبَاهُ مُسَاوِيًا نَفْسَهُ بِٱلله. وكَانَ يَسُوعُ يُجِيبُهُم ويَقُول: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم، لا يَقْدِرُ الٱبْنُ أَنْ يَعْمَلَ شَيئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ إِلاَّ مَا يَرَى الآبَ يَعْمَلُهُ. فَمَا يَعْمَلُهُ الآبُ يَعْمَلُهُ الٱبْنُ أَيْضًا مِثْلَهُ. فَٱلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ، ويُريهِ كُلَّ مَا يَعْمَل، وسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ لِتَتَعَجَّبُوا. فَكَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ المَوتَى ويُحْيِيهِم، كَذلِكَ الٱبْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاء. فَٱلآبُ لا يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ أَعْطَى الٱبْنَ أَنْ يَدِينَ الجَمِيع، لِيُكَرِّمَ الجَمِيعُ الٱبْنَ كَمَا يُكَرِّمُونَ الآب. مَنْ لا يُكَرِّمُ الٱبْنَ لا يُكَرِّمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ. التأمل: “أَبِي مَا يَزَالُ يَعْمَلُ وأَنَا أَيْضًا أَعْمَل”.. نعم لا زلت يا رب تعمل في القلوب البسيطة… رغم كل شيء لا زلت تعمل… رغم قساوة قلوبنا وتحجر عقولنا، لا زلت تعمل… رغم انفصالنا المتكرر عنك، لا زلت تنتظر عودتنا إلى حضنك الدافىء… رغم استهلاكنا وهدرنا لكل نعمة أهديتنا إيّاها مجّانا، لا زلت تعطينا دون أيّ حساب… رغم كل قايين فيما بيننا، لا زلت تسأل عن كل هابيل أُهرق دمه باسم الأخوّة المزيّفة… رغم قلّة أمانتنا ونكراننا المستمر لك، لا زلت تعترف بِنَا كأبناءٍ أحبّاءٍ على قلبك… رغم كل أمراضنا لا زلت الشافي لنا، تلمس برص أنانيتنا فنبرأ… تضع يدك على من به مسّ فيخرج من مقابر الموت إلى واحات الحب والحياة… رغم نزفنا المستمر لانسانيتنا في الحروب لا زالت القوّة تخرج منك وتدخل في كل من يلمس طرف ردائك… بهذه البساطة تعمل يا رب، فتحول الصخر الى غدران، والصوان الى عيون مياه… والقلوب المتحجرة الى ينابيع ماء حية، تروي النفوس المتعطشة الى السلام. إعمل يا رب بِنَا وفينا ومعنا فنحن ما زلنا بحاجة الى دفء حنانك، الى لمساتك، الى نظراتك لتعيد لنا ما خسرناه في معركة الحياة لنخرج منها منتصرين معك.آمين. |
|