منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 10 - 2018, 03:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

الاحتفال والتذمر
الاحتفال والتذمر





(1) الاحتفال
فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ. وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ. لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ. (لوقا 15: 22 – 24)
وهنا نجد موقف الأب الصالح من نحو ابنه، فالابن يظل ابناً بالنسبة لأبيه، فحينما يعود إليه لا بد من أن يسترد الحالة الأولى التي لهُ، وهي وضع البنين، لأن عمل الله هو أن يردنا لرتبتنا الأولى قبل السقوط، لأننا كلنا مخلوقين في الأساس على صورته كشبهة، وضعنا وضع بنوي وليس وضع العبيد، لأن العبد لا يأخذ شيئاً من صورة سيده، وليس فيه ملامحه الخاصة، لأنها موجودة فقط في البنين وحدهم، لأن الابن يسري فيه دم أبيه ولا بد من أن توجد ملامحه الخاصة فيه وذلك طبيعياً بصفته ابنه الحقيقي، لذلك فأن عمل المسيح الرب هو أن يخلقنا في نفسه خليقة جديدة، فيها ملامحه الخاصة، لأننا فيه نصير أبناء تلقائياً، لأن طالما هوَّ فينا ونحن فيه، وهو بطبيعته ابن الآب فعلياً، فنحن بالتبعية نصير أبناء فيه: [لأنكم جميعاً ابناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع؛ ثم بما انكم ابناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب]
(غلاطية 3: 26؛ 4: 6)

عموماً لو تتبعنا هذا الإصحاح
منذ البداية نفهم الأمور في إطارها الصحيح، لأن موضوع ذكر الابن الأكبر هنا يخص تذمر اليهود على موقفه من الخطاة:
+ وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه. فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين هذا يقبل خطاة ويأكل معهم. فكلمهم بهذا المثل قائلاً: أي إنسان منكم له مئة خروف وأضاع واحداً منها ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال حتى يجده. وإذا وجده يضعه على منكبيه فرحاً. ويأتي إلى بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال. أقول لكم أنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة. (لوقا 15: 1 – 7)
ومن هذا المثل يتضح لنا معنى الفرح في مثل الابن المتذمر على أبيه الذي ضل عن طريق الصواب وطعن نفسه بأوجاع الموت،
لأن الرب أساساً أتى ليخلص ما قد هلك، وكان جميع العشارين والخطاة يقتربون منه ليسمعوه، وهذا هو حال النفس الساقطة تقترب من مريح النفوس المتعبة، لأن الكلام الخارج من فم المسيح الرب فيه قوة حياة تجذب النفوس المائتة بالخطايا والذنوب لتحيا، ويدخل قلبها الفرح لذلك مكتوب: فرحاً أفرح بالرب، تبتهج نفسي بإلهي، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البرّ، مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بحليها، لأنه كما أن الأرض تخرج نباتها وكما أن الجنة تنبت مزروعاتها، هكذا السيد الرب ينبت براً وتسبيحاً أمام كل الأمم. (أشعياء 61: 10 – 11)
فهذا المثل الذي انتهى بالفرح هو إعلان فرح خلاص النفس المأسورة،
فرح رد الضالين واسترداد ما كان لله من الأصل والأساس، لأننا لسنا لأنفسنا بل نحن أساساً لله، لأننا عائلته الخاصة، رعية مع القديسين وأهل بيته، فطبعنا منذ الخلق طبع سماوي، لنا وضع خاص مُميز للغاية فقدناه بالسقوط والرب رده لنا، فصرنا أبناء مقدسين في الحق لنا الميراث السماوي، وكل ما للبنين: أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ (1يوحنا 3: 1)
+ مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ، الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، الَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ، إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ. الَّذِي فِيهِ أَيْضاً نِلْنَا نَصِيباً، مُعَيَّنِينَ سَابِقاً حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ، لِنَكُونَ لِمَدْحِ مَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ قَدْ سَبَقَ رَجَاؤُنَا فِي الْمَسِيحِ، الَّذِي فِيهِ أَيْضاً أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضاً إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، الَّذِي هُوَ عَرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ. (أفسس 1: 3 – 14)
هذا هو فرح ونشيد العائدين للحضن الأبوي، لأنه من المستحيل يخرج تسبيح الخلاص إلا من واقع عملي مُعاش من جهة خبرة العودة لحالة البنين حسب عمل نعمة الله، وهذا ما بينه بوضوح وبشكل ظاهر هذا المثل العظيم رجاء كل نفس تشتهي أن تعود لله وتحيا معهُ بارتباط وثيق، وهذا لا يتم إلا من خلال شركة التبني في المسيح يسوع.

(2) الغيرة والتذمر
ومع هذا الفرح الذي ناله العشارين والخطاة، نجد هناك غيرة ليست في محلها، لأن الفريسيون والكتبة تذمروا، لذلك في هذا المثل عند عودة الابن الضال والفرح الذي أقيم نجد أن الرب كشف مشكلتهم الحقيقية، في أنهم نظروا لأنفسهم من جهة أنهم عاملين خاضعين لله، فهم الأولى بأن يجلس معهم بشكل مُميز ويُكلمهم ويُقيم شركة معهم أكثر من هؤلاء المتغربين عن الله، لذلك علينا أن نقرأ باقي المثل في هذا الإطار:
+ وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ (يعمل). فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصاً. فَدَعَا وَاحِداً مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِماً. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. فَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هَذَا عَدَدُهَا وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ وَجَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هَذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ. فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلَكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ لأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. (لوقا 15: 25 – 32)
ومن هنا نفهم كلام الرب عن الفرح في السماء، بكونها تفرح بخاطي واحد يتوب أكثر من 99 باراً لا يحتاجون إلى توبة، وهذا ليس معناه أنهم أقل من هؤلاء التائبين أو ليس لهم قيمة أو اهتمام، الفرق أن الأبرار الذين لا يحتاجون إلى توبة أنهم مع الله في كل حين وكل وقت فهم لم يتركوه ومضوا، فلا خوف عليهم من شيء لأنهم محروسين بقوة الله، وكل ما هو لهُ هو لهم، وليسوا في حاجة لعطايا تُعطى أو احتفال بوجودهم في حضرته، لأنهم جالسين على مائدته ولهم شركة معهُ في النور، وهذا يختلف عن الاحتفال بعودة الضال الذي تشرد وذهب بعيداً فعاد بملابس ممزقة يحمل آلام الغربة ووجع الفراق، حاملاً في نفسه هماً وغماً ثقيلاً مع جراح شديدة الخطورة، لذلك الفرح كان بالميت الذي عاش والضال الذي وُجِدَ، الذي ينبغي أن يُغتسل وتُرد إليه زينته الأولى، ويظهر كابن يليق بالحضرة الأبوية، لأن لا ينبغي للأبناء أن تجلس وسط الأسرة بغير ما يليق بها من مكانة، فالأبناء الذين لم يضلوا فهم يعيشون طبيعياً حسب مكانتهم، أما الذين أتوا بملابس ممزقة وأجساد متسخة وفي حالة رديئة ووضع مزري، يحتاجون للتجديد والاحتفال بعودتهم لتطيب نفوسهم ويفرحوا بعد الضيق المُرّ وغم الشقاء الذي رأوه وعاشوا فيه من جهة الخبرة المؤلمة جداً، الجارحة لنفوسهم المُحطمة.

(3) كلمة في الختام
من هذا الشرح السابق نستطيع أن نفهم كلام الرب بدقة وتدقيق، غير مبتعدين عن المعنى المقصود كما يفعل البعض، وبكوني لا أُريد أن أتأمل في الكلام وأتوسع في الشرح وأخرج خارج المعنى البسيط المقصود من هذا المثل العظيم، لذلك ركزت الشرح جداً ليكون لنا محل إفادة وخبرة، تاركاً لروح الله أن يُعطي لكل واحد ما يبنيه ويُفيد حياته الشخصية، لأن كلام الرب يُنير العينين ويُشفي علل النفس الخفية، ويُعطي راحة وسلام وفرح ومسرة لكل قلب مُتعب وكل نفس متألمة، وعلينا الآن نعود إليه مسرعين لكي يرجع إلينا، ونحيا معهُ بصفتنا مؤمنين به نائلين قوة البرّ وحياته مغروسة فينا.
وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ
بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ. بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ (بين إسرائيل والأمم). إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ. مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ. لإِظْهَارِ بِرِّهِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لِيَكُونَ بَارّاً وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الإِيمَانِ بِيَسُوعَ. (رومية 3: 21 – 26)
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
رحبعام والتذمر
انزع مننا الغضب والتذمر
توقفوا عن اليأس و الخوف والتذمر
أعطني روحاً لا تعرف الملل والتذمر والتنهدات والرثاء
الادانة والتذمر لنيافه الانبا مكاري اسقف سيناء المتنيح


الساعة الآن 07:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024