فمن أنا ومن أنت!!
نحن مُجرد خطاة معجونين بشهوات وغرور فساد هذا العالم، والموت يسيطر علينا بالتمام ويحاصرنا من كل جانب بالظلمة، ولا يوجد مفر لنا منه، إذ قد ضاع منا المهرب، ولا نجد أمل فينا ولا رجاء أو حياة، وحسناً أن نعرف اننا هكذا نكون، لأن هذا هو حالنا فعلياً، فُجار مملوئين فسقاً، لكن لنا فرح آخر لا يعرفه كل من ينحصر في طبيعة إنسانيته الساقطة، لأن لنا أب فاتح ذراعيه يترقب عودتنا إليه بشغف ولهفة الأبوة، لأنه بمجرد رؤية نيتنا فأنه يحتضنا، لأنه يقبلنا كما نحن بدون تزويق ولا نفاق، بل كما نحن على علاتنا مهما ما كنا متورطين في الآثام والشرور القبيحة، فحينما يرانا نأتي إليه من بعيد يركض نحونا مسرعاً جداً لأننا نطلبه بكل قلبنا، فهو يُعطينا قبلة أبوية صادقة تُريح النفس المتعبة وتهدأ روعها وتُشعرها بالطمأنينة والأمان التي كانت محرومة منه، بل ولا تعرفه في تغربها عنه.