رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لنغبطن بأصوات متفقة كبريانوس العظيم الذي كان، في البدء، ممتلئاً من الرذيلة ، ثم أضحى على يد بتول شريفة رئيس كهنة، ولنهتفن نحوه قائلين: استعطف لنا سيّد الكل بطلباتك. هذه الترنيمة هي قطعة الأكسابستلاري التي تنشدها الكنيسة في صلاة السَّحر هذا اليوم. كان كبريانوس أحد الرجال المعروفين في أنطاكيا في زمانه. فلقد تسنّى له أن يحصّل قدراً وافراً من العلوم الدنيوية، انصرف بعدها إلى ممارسة السحر، فبرع فيه إلى حد أن الوثنيين كانوا يقصدونه من كل صوب ويطلبون إليه أن يتوسط لدى الشياطين ليؤدوا لهم خدمات محددة أو يتسببوا في أذية بعض الناس أو تحريك بعضهم الآخر في هذا الاتجاه أو ذاك. وقد طوّر كبريانوس عمله فاطلع على شتى أنواع كتب السحر و زار أمكنة اشتهرت بسحرها وسحرتها وأخذ عنها الكثير. كل ذلك جعله رجلاً غنياً مخوفاً. ولا شك أنه تسبّب، من حيث يدري ولا يدري، في أذية الكثيرين، ولم يكن يبالي. ثم أن عذراء من عذارى أنطاكيا اسمها أيوستينا، كانت على الوثنية ووحيدة والديها ، اهتدت إلى الرب يسوع واعتمدت هي وأبواها ونذرت عفتها للختن السماوي في زمن ساده المجون والخلاعة. أما صلة كبريانوس بأيوستينا فهناك روايتان بشأنها: - تقول الرواية الأولى أن كبريانوس التقى أيوستينا يوماً فَأُخِذَ بجمالها البارع ووقع في حبّها. ولما حاول التودد إليها صدّته. - أما الرواية الثانية فتذكر أن شاباً خليعاً من أهل ذلك الزمان وقعت عينه على أيوستينا فأغرم بها وأرادها لنفسه فخيّبته، فجاء إلى كبريانوس مستجيراً. أياً تكن الرواية الصحيحة فإن الثابت أن كبريانوس سعى بما أوتي من علم في السحر وبما كان عليه من صلات بالأرواح الضالة، أن يجعل أيوستينا ترغب فيه، أو- إذا ما اعتبرنا الرواية الثانية - في الشاب الذي سأله العون. وبذل كبريانوس جهده ليظفر بالفتاة فلم ينجح. لم يترك طريقة من الطرق إلاّ جربها ففشل فشلاً ذريعاً. وحيث إنه كان رجلاً علاّمة، أو ربما حيث إن حبه لأيوستينا قد أخذ بمجامع قلبه ، فقد وجد نفسه راغباً في التعرف إلى إله المسيحيين، الإله القدير الذي يفوق كل شياطينه وأدوات سحره قدرة، فانكب على المسيحية يتعلمها. وهكذا اهتدى، هو أيضاً، إلى المسيح يسوع. وكان من نتيجة ذلك أن جمع كبريانوس كل ما كان عنده من كتب السحر وأحرقها علانية، كما جمع أمواله ووزّعها على الفقراء، وصار همّه أن يكفّر عن خطاياه الكثيرة وأذيته للناس بدموع حارّة وأعمال محبة تفوق ما سبق أن أتاه من شرور. كان ساحراً يجتذب الناس إليه صاغرين بقوة السحر وفعل الشياطين، فجاءته عذراء رقيقة سحرته بجمالها واجتذبته إلى الإيمان بالرب يسوع المسيح. ثم إن أسقف المدينة لاحظه فجعله كاهناً. ويقال إنه سُيَّمَ أسقفاً أيضاً وجعل يوستينة شمّاسة. وحدث في ذلك الزمان أن تحركت زوبعة الاضطهاد على المسيحيين، أيام الإمبراطوريَن ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس، فَقُبِضَ على كبريانوس وأيوستينا وعُذِّبَا جلداً وتمزق ورُمِيَا في الزفت المُحمَّى. وأخيراً قُطِعَتْ هاماتهما ففازا بإكليل الاستشهاد. نشير إلى أن كبريانوس الساحر هذا قد اختلط في الأذهان عبر التاريخ بكبريانوس القرطاجي الشهيد المتوفي عام 258م. مردّ ذلك، خصوصاً، عظتا القدّيسيَن غريغوريوس اللاهوتي وسمعان المترجم في الأول. من هنا أن الروزنامة الكنسية عندنا لم تعطِ القديس كبريانوس القرطاجي مكاناً رغم قولها فيه قديساً مسكونياً . وقد أوردنا عيد القديس كبريانوس أسقف قرطاجة وسيرته يوم السادس عشر من أيلول، كما أثبتته الكنيسة اللاتينية. 🕆 طروبارية القديس الشهيد في الكهنة كبريانوس باللحن الرابع 🕆 صرتَ مشابهاً للرسل في أحوالهم، وخليفةً في كراسيهم، فوجدتَ بالعمل المرقاة إلى الثاوريا، أيها اللاهج بالله. لأجل ذلك تتبعتَ كلمة الحق باستقامةٍ، وجاهدتَ عن الإيمان حتى الدم ، أيها الشهيد في الكهنة كبريانوس. فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا. 🕆 قنداق باللحن الأول 🕆 لقد انعطفتَ من صناعة السحر إلى المعرفة الإلهية أيها المتأله العزم. وظهرتَ للعالم طبيباً كلّي الحكمة مانحاً الأشفية للذينَ يكرمونكَ يا كبريانوس، فتشفع إلى المسيح الإله مع يوستينا إلى السيد المحب البشر، أن يخلص عبيدك. 🕆 طروبارية القديسة الشهيدة أيوستينا البتول باللحن الرابع 🕆 نَعْجَتُكَ يا يَسُوعُ تَصْرُخُ نَحْوَكَ بِصَوتٍ عَظِيمٍ قائِلَة: يا خَتَنِي إِنِّي أَشْتاقُ إِلَيكَ وأُجاهِدُ طالِبَةً إِيَّاكَ ، وأُصْلَبُ وأُدْفَنُ مَعَكَ بِمَعْمُودِيَّتِكَ، وأَتأَلَّمُ لأَجْلِكَ حَتَّى أَمْلُكَ مَعَك، وأَمُوتُ عَنْكَ لِكَي أَحَيا بِكَ. لَكِنْ كَذَبِيحَةٍ بِلا عَيْبٍ تَقَبَّلِ التي بِشَوقٍ قَدْ ذُبِحَتْ لَكَ . فَبِشَفاعاتِها بِما أَنَّكَ رَحِيمٌ خَلِّصْ نُفُوسَنا. |
|