رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تَوبِيخٌ قويٌّ وضَرُورِي "فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لِأَنَّكَ لَا تَهْتَمُّ بِمَا لِلهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ»". (متى 23:16) يكادُ يكون منَ المُستحيلِ قُبولِ التفاتة الرَّبِّ إلى الوراءِ، ولكنْ عِندمَا يَتعلقُ الأمرُ بِمساعدةِ شخصٍ ما أو بِخصوصِ عَملهِ، فَعندئذٍ يَفعلُ ذلك. إن حَقيقة تَوبيخِ يسُوع لبُطرس تُعلمنا أنهُ هُناك مُناسباتٌ يَكون فِيها من الضَروري العَودةُ إلى الوراءِ وإصلاحِ الخَطأ. إن الكلمةَ تَقولُ: أن على البارِّ أن لا يَنظُرَ إلى الوراءِ، مَا لم يَفعل ذَلك لتدريبِ إيمانهِ. فإذا اكتشفت أنهُ في يومٍ مَا، ابتعدت لدرجةِ أنكَ قُلت كلاماً أو تصرفتَ بِشكلٍ غيرِ لائقٍ، أو حتى وثقت في شَخصٍ مَا، فَلا تتردد في العودةِ وإصلاحِ خَطأكَ. فَسيكونُ من الأفضلِ الحُصولُ على أقدامٍ باردةٍ ولو لنصفِ سَاعةٍ، على بقائها حَمراءَ طولَ الحياةِ. كان بُطرس قدْ استنار، ولكنهُ الآن تمَّ توبيخهُ. لقد استخدمهُ الله كثيراً في الإعلان عنهُ، لأنهُ لم يكنْ أحد يَعرفُ من هو يسُوع. وعندمَا سَئل الرَّبُّ التلاميذ عن مَا يقولهُ الناس عنهُ، جاوبهُ بُطرس أنه هو المَسيحُ ابنُ الله الحيِّ (عدد 16). وأخبرهُ يسُوع على الفور أنّ من أعلنَ لهُ ذَلك ليْس جَسداً ولا دَماً. أي ليْس بُطرسَ الصَّياد (انظر 17 و 18). والدّرسُ الذي نَتعلمهُ من هُنا، هو أن خُدام الرَّبِّ يُمكنُ أن يَستخدمهم الشَّيْطان. وفي الواقعِ، على الرُغِّم من أنهُ قد تم إخراجُنا من مَملكةِ الظُلمة، حَيثُ كان يُسيطرُ علينَا العدوُّ، وعلى الرُغمِ من كوننَا مَملوئينَ بالرُّوحِ القُدس، إلا أننا لا نَعرفُ مصدرَ إلهامنا، وقدْ ينتهي بنَا الأمر في قولِ ما يُريدهُ العدو. وهُنا بُطرس بَدأ في تقديم النُصح للرَّبِّ وتوبيخهِ عِندمَا تحدثَ عمَّا سيحدثُ لهُ. لقد وبخَ يسُوع الرسُول لأن مَا فعلهُ كان جَريمةٌ. ويُمكننا أن نَستنتج أن كُلَّ الجَرائمِ ضدَّ عملِ الله يَشتركُ فيها الشَّيْطان. فَالأكاذيب والخِيانة، والأخَطاء، كُلّ ذَلك يأتي من العدوُّ. والطريقةُ الوحيدةُ لمنع العدوِّ من اِستخدامنَا هي فعلِ إرادةِ الله وفقاً لما يُعلنهُ هو في كلمتهِ. أحدُ عَلاماتِ استخدامِ الشَّيْطان لشخصٍ مَا، هي عِندمَا يُعطي الإذنَ أو يُوصي بشيءٍ ضدَّ الخِطةِ الإلهية. لقدْ واجهت الكنيسةُ مثل هَذا الأمر بَعد مَرسومِ قُسنطينِة. وانتهت الكنيسةُ وشئونها في أيدي أُناس لمْ يتلقوا الدَعوةَ الإلهية ولمْ يُولدوا من جَديدٍ. وللثأر من الشرِّ الذي عَاناهُ شَعبُ الله، انضموا إلى السُلطةِ المُؤقتة، وجَاءوا بِالعديد من العَقائدَ المُختلفة واتخذوا قَراراتٍ غيرَ مَنطقيةٍ، والتي أخجلتَ الرَّبّ وقَداستهُ. وباختصار، كُلَّ شيءٍ يفعلهُ البشر يخالف عملَ الرَّبِّ يأتي من الشَّيْطان. كُلّ ما يأتي من العَدوُّ، بِغض النظرِ عنْ مَقدار مَا يَبدو أنه مُفيد، سَيكونُ في الوَاقع ضَارًا للغايةِ. فقط مَا يأتي من الله يَجبُ قبولهُ عِندما يَتعلقُ الأمرُ بشؤونِ مَلكوتهِ. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أبْكَمٍ بِلَا جَوَابٍ (مز 38: 14) |
بِلَا عِنَاقْ |
حُبْ بِلَا إهتمَام |
تدعِي القُلوبُ بِمَا تَشّتَهي فَيُجِيبُ الله بِمَا هُوَ خَيرٌ لهَا.* |
"اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ" |