25 - 09 - 2018, 08:24 AM
|
|
|
❈ Administrators ❈
|
|
|
|
|
|
المرأة الخاطئة
رحمته ساعت كل عيوبى
لقد بقيت المرأة الخاطئة على قدمَي يسوع طوال حواره مع سمعان الفرِّيسيّ. كانت بحاجة لأن تُعزَّى، وأن تعلم من يسوع نفسه أنَّها حُرِّرَت من خطيئتها. لهذا، التفت يسوع إليها وقال لها: "مغفورةٌ لك خطاياك" (لو 7: 48). المسيح ينسب إلى ذاته عملاً إلهيًّا فينا وهو مغفرة الخطايا
وليس هذا فقط، بل أضاف: "إيمانُكِ خلَّصَك، فاذهبي بسلام" (لو 7: 50). نحن هنا أمام بركات إلهيَّة ذات أهمِّيَّة عظيمة: المغفرة الحاليَّة للخطايا، الخلاص والسلام الحاضرين، وهي من العلامات المسيحانيَّة، علامات حلول ملكوت الله؛ والمرأة الخاطئة يمكنها أن تشهد لهذه الحقيقة، انطلاقًا من كلمة يسوع لها، كلمة النور والحقِّ والحياة. الربُّ يسوع هو الذي أعطى بثقة لهذه المرأة الضمانة المطلقة التي تسمح لها بأنَّها خُلِّصت، وخلاصها كان بالإيمان: "إيمانُك خلَّصك". لم تخلص لا بالدموع ولا بالطيب الذي أهرقته ولا بأيِّ شيء آخر ممَّا فعلته - بالرغم من أنَّها ثمار مباركة لإيمانها - بل إيمانها بيسوع، الذي به ربطت مصيرها واعترفت بأنَّه هو مخلِّصها المحبُّ للخطأة والعشَّارين. إنَّ الذي خلَّص هذه المرأة هو إيمانها بالمغفرة، وقبولها لهذه المغفرة ولَّد فيها الحبّ. وصلت إلى الحبِّ لأنَّها سمعت كلمة يسوع، وطبَّقتها على نفسها، وقبلتها بالإيمان. هكذا يتجلَّى الإيمان والحبُّ مرتبطين بعضهما ببعض، ويعودان إلى شخص يسوع. لهذا، في يسوع هذا، في ابن الله الوحيد الآتي من الآب، جعلت المرأة الخاطئة ملجأها، وفيه وحده وضعت ثقتها
|