رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صفات الإنسان الوديع بقلم: البابا شنودة الثالث الإنسان الوديع هو شخص هاديء لاحدة في صوته ولاصياح, وقد قيل عن السيد المسيح الوديع انه: لايخاصم ولايصيح, ولايسمع احد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لايقصف, وفتيلة مدخنة لايطفيء. الوديع لايصرخ في الناس منتهرا, ولايثور, انه انسان د مث الخلق, هاديء يريد دائما ان يكسب محبة الناس سواء علي الارض او في السماء هنا واحب ان افرق بين هدوء الطبع, ويرودة الطبع.. فالانسان الوديع الهاديء لايثور علي الناس, ولايثيرهم.. بينما البارد في طبعه قد لايثور. ولكن مااسهل ان يثير ببروده! وذلك بأن يرد عليهم بردود باردة قد تتعب اعصابهم او تحطمها, اما الوديع فهو انسان هاديء يشيع الهدوء في النفس وهو ايضا طيب القلب, يحب ان يرضي الناس يحب ان يكون في علاقة طيبة مع الجميع, فلا يغضب من احد مهما حدث.. ولايستريح ان ترك أحدا غاضبا عليه. بل يهمه ان الكل يدعون له بالخير. والانسان الوديع يكون هادئا من الداخل كما من الخارج. انه ليس مثل بعض الناس الذين يظهرون هادئين من الخارج. بينما في داخلهم ثورة وغليان وهم يكتمون غضبهم لسبب روحي او غير روحي, اولسياسة ما, او احتراما لمن هو اكبر منهم او خوفا من نتائج الغضب.. اما الوديع فهو هاديء تماما فمن الداخل مشاعره وعواطفه واحساساته في هدوء وسلام قلبي.. ومن الخارج له ابتسامة لطيفة بشوشة., يقابل بها احاديث الناس ومعاملاتهم, ولايحدث ان يراه الناس وقد اكفهرت ملامحه, او احمرت عيناه اما الانسان الذي يبدو هادئا من الخارج, بينما يغلي في داخله, ليس هو وديعا في الحقيقة. اقصي مانقوله عنه إنه يحاول ان يتدرب لكي يصير وديعا! والانسان الوديع لاينتقم لنفسه, بل في كثير من الاحيان لايدافع عن نفسه, بل يتر ك الله ليدافع عنه. انه كثيرا مايتنازل عن حقوقه. بدون ان يحزن فهو لايشاء مطلقا ان يخسر احدا من الناس بسبب هذه الحقوق فسلامه مع الناس هو عنده اهم من التمسك بحقوقه. وهو يفعل ذلك تلقائيا, دون ان يناقش الامر في داخله, وهو لايحب ان احدا يصيبه اذي بسببه, او من اجله. والانسان الوديع يكون دائما سهل التفهم, لايتعب احد في التعامل معه. انه يحب باستمرار ان يكسب غيره,. لاان يكسب من غيره, واذا ماتناقشت او تحدثت مع انسان وديع نجده لايقاطعك في الكلام, ولايحاول أن ينتصر عليك في المناقشة, بل يعطيك كل الفرصة أن تتكلم كما تشاء, وتقول ماتشاء, مادام الموضوع لايمس عقيدة أو إيمانا, وفي الأمور الايمانية يقول الرأي القوي بهدوء وبساطة, دون أن يجرح من يناقشه, ويترك قوة الرأي تتكلم, دون أن يقسو, ودون أن يفتخر, أما في الأمور العادية, فلا يهمه أن ينتصر في نقاش فليقل القائلون مايريدون أن يقولوا, إن كانت المسائل لاتعنيه. وأحيانا يجلس في بعض المجالس صامتا ومادام ليس مكلفا فيه بمسئولية, فلا داعي له أن يظهر! وإن طلبوا إليه أن يتكلم ربما يقول: أنا أحب أن أسمع وأستفيد أو يقول: البركة في فلان وإن تكلم قد يمتدح من سبقوه في الحديث, ولا مانع من أن يقول في كلامه: علي رأي فلان.. وفلان.. انه إنسان لطيف, يحب الناس صمته وهدوءه إن صمت, كما يحبون كلامه وأسلوبه في الحديث, إن تكلم. ان الانسان الوديع ناجح في تعامله مع الناس يحبهم ويحبونه وإن سكت أحيانا, يكون ذلك بدافع من التواضع والحب, وليس عن انطواء فهو يعطي فرصة لغيره لكي يتكلم, ويقدم غيره علي نفسه في الكرامة, كما أنه يصمت أحيانا لكي يستفيد من حديث غيره, ويضيف معلومات جديدة إلي معلوماته, وهو أيضا لايميل إلي الدخول مع الناس في صراعات الجدل, مفضلا السلام وهو يرضي الذين يحبون الكلام. الانسان الوديع لايضغط علي أحد, ولايستعمل العنف, ولا يلح علي أحد إلحاحا شديدا, لكي يأخذ موافقته علي أمر من الأمور, بغير إرادته, بأسلوب الإلحاح والضغط فهو لا يبحث عن راحته, وإنما عن راحة الناس لذلك فإن الذين يعاشرونه يشعرون براحة في عشرته ويقول كل من يعامله انه يشعر براحة في التعامل معه, والوديع لايصر علي أن ينتصر لفكرته أو رأيه في الأمور العادية, أما من جهة المبادئ السليمة فهو لايتنازل, ولكن لايتشاجر مع الغير بسبب ذلك, ولعل هذا الأمر يحتاج إلي حكمة تمتزج بالوداعة ومن أجمل ماقيل في ذلك, من هو حكيم وعالم بينكم, فلير أعماله الحسنة في وداعة الحكمة لأن هناك حكماء قد يكونون في شرح حكمتهم عنفاء, يصرون علي رأيهم في غيرة وتحزب وقد يسببون بذلك انقساما وتشويشا!! فحكمة هؤلاء ليست روحية لأنها خالية من الوداعة, أما الحكمة الوديعة فهي مسالمة مترفقة مملوءة أخبارا صالحة, وليست حكمة حقيقية تلك التي تفقد أصحابها حياة الوداعة والهدوء, وتجعلهم عنفاء في الدفاع عن آرائهم يجرحون كل من يهاجمهم ويخدشون مشاعره! ان العنف قد يكون أسلوبا سهلا وقصيرا, يوصل بسرعة ولكن الوديع لايمكن أن يستخدمه, فإن أعطاه الرب حكمة, فإنه يوصلها إلي الناس بأسلوب هادئ في طيبة في رقة في لطف, ولايغضب ولايثور إن خالفوه في وقت, أو كانوا بطيئين أو متباطئين في التنفيذ فإنه يصبر عليهم, ويطيل أناته, إلي أن يتمكنوا من التنفيذ انه يعطي فرصة لسامعه, ولمن يتتلمذ عليه, لكي يصل حسبما تسعفه امكانياته, فإن لم يصل اليوم فقد يصل غدا أو بعد غد, دون التحكم في عامل الزمن, الذي تتحكم فيه أسباب عديدة. من صفات الوديع أيضا أنه متسامح إن أخطأت في حقه, لايخطئ في حقك, إن له طباعا لايستطيع أن يتجاوزها, وله مبادئ لايمكنه أن يكسرها, فهو لايستطيع أن يخطئ والإنسان الوديع لايتحدث من فوق, من موقع السلطة مهما كان في مركز عال أو رئاسة والناس يدافعون عن الوديع دون أن يدافع هو عن نفسه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صفات الإنسان الوديع (1) |
صفات الإنسان الوديع (2) |
صفات الإنسان الوديع (3) |
صفات الإنسان الوديع (4) |
صفات الإنسان الوديع (5) |