رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَوَزِّعْ عَلَى الفُقَرَاء إنجيل القديس لوقا ١٨ / ١٨ – ٢٣ سَأَلَ يَسُوعَ أَحَدُ الرُّؤَسَاءِ قَائِلاً: «أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِح، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة؟». فَقالَ لَهُ يَسُوع: «لِمَاذا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لا أَحَدَ صَالِحٌ إِلاَّ وَاحِد، هُوَ الله! أَنْتَ تَعْرِفُ الوَصَايا: لا تَزْنِ، لا تَقْتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بِالزُّور، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ!». قالَ الرَّجُل: «هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مَنْذُ صِبَاي». ولَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذلِكَ قَالَ لَهُ: «وَاحِدَةٌ تُعْوِزُكَ: بِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وَوَزِّعْ عَلَى الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاوَات، وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي!». فَلَمَّا سَمِعَ الرَّجُلُ ذلِكَ، حَزِنَ حُزْنًا شَدِيدًا، لأَنَّهُ كانَ غَنِيًّا جِدًّا. التأمل: “واحِدَةٌ تُعْوِزُكَ: بِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وَوَزِّعْ عَلَى الفُقَرَاء…” وجدت الأملاك لراحة الإنسان ومساعدته في تلبية حاجاته اليومية. وجدت كي تخدمه وليس العكس، وجدت ليسودها وليس العكس، وجدت لخيره وخير المجتمع وليس العكس، وجدت لتحقيق مستوى حياة أفضل وليس العكس… إذا بعنا الأملاك بالمعنى الحرفي وتبرعنا بثمنها الى الفقراء فهل نضمن الدخول الى الملكوت؟ طبعاً المقصود هو تغيير طريقة استعمالها للأشياء التي نملكها، لأنها ليست سيئة بحد ذاتها… المنزل الذي يحمي الإنسان من عوامل الطبيعة ليس سيئاً بحد ذاته، إنما إغلاقه بوجه المحتاج هو السيء!!! السيء هو سوء المعاملة داخله، تسلط الزوجين… الخيانة… عدم المشاركة… قلة الاحترام… تمرد الاولاد… الإهمال… فقدان الحب… انقطاع التواصل… السيارة بحد ذاتها ليست سيئة فهي توفر الوقت وتختصر المسافات، إنما استعمالها مثل القنبلة الموقوتة هو السيء، السيء هو السرعة والقيادة المتهورة ومخالفة قوانين السير والتشفيط والتباهي المرضي وتهديد حياة الناس…. الأموال بحد ذاتها ليست سيئة، فهي عصب المشاريع والمؤسسات والشركات والمصانع لخلق فرص العمل وتحرير الإنسان من العوز… السيء هو استعمالها لاستعباد الانسان واستغلاله… السيء هو تكديسها في المصارف وحرمان فقراء الارض منها… السيء هو استعمالها لشراء آلات الموت، كالأسلحة والمخدرات… السيء هو الربح الغير مشروع… السيء هو الغش واستعمال المواد الفاسدة والمسرطنة… السيء هو تغيير مدة الصلاحية… السيء هو تجارة البشر (الرق الابيض)…عمالة الأطفال… يقول القديس اقليمنضوس “فلنتخلّص إذًا، لا من ثرواتنا، إنمّا من الجشع الذي يشوّه التصرّف بها. عندما نصبح مستقيمين، حينها نستطيع التصرّف بالخيرات بطريقة مستقيمة. إنّ هذه الخيرات التي يُطلب منّا أن نتخلّى عنها، فلنفهم جيّدًا بأنّها الشهوات المنحرفة للنفس. نحن لا نربح شيئًا إن تخلّينا عن مالنا وبقينا أغنياء من تلك الشهوات …علينا أن نتخلّص، لا من المال الذي يجعلنا نعيش، إنّما من القوى التي تجعلنا نستعمله بطريقة سيّئة ومنحرفة، أقصد بذلك أمراض النفس… علينا إذًا أن نطهّر نفسنا، أي أن نجعلها فقيرة عارية ونسمع نداء الربّ: “تعال اتبعني”. كل ما نملكه هو خير بحد ذاته، شرط أن نضعه في خدمة الإنسان ورقيه وتحرره، والسيء هو الطمع والبخل والأنانية وإغلاق فرص الحياة أمام طالبيها… طوّب يسوع فقراء الروح وليس فقراء المادة، فماذا ينفع الإنسان لو تخلى عن العالم كله وقلبه ملؤه خطفٌ وضغينة؟ قلباً نقياً أخلق فينا يا الله وروحاً مستقيماً جدد في أحشائنا.آمين |
|