رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أغوسطينس أسقف هيبون هذا القدّيس الشهير لُقِّبَ بـ”كوكب العلماء وزهرة المدارس وعمود الكنيسة ومَفزعة المبتدعين” يقع في الثامن والعشرين من شهر آب تذكار القديس أغوسطينس أسقف هيبون. ومع الصور التالية تجدون نبذة صغيرة عن سيرة حياته. ولد أغوسطينس سنة ثلاثمئةٍ وأربعٍ وخمسين، في مدينة تاغستا، شمالي أفريقيا، من أبٍ وثني وأمٍ مسيحيّة. أتمّ دروسه العالية في قرطاجة بتفوُّق على يد أساتذة وثنيين فمحوا من ذهنه ما كان قد تعلّمه من مبادئ الديانة المسيحيّة. وكان طموحاً الى المجد والغنى، ولوعاً بمطالعة كتب الفلاسفة الوثنيّين وشعرائهم. استسلم الى شهوات الجسد، معتمدًا طريقة المانيِّين الذين ينكرون الوحي فيعتمدون على الفلسفة الطبيعية وقوة العقل البشري وانغمس في المفاسد والشرور. وكانت والدته مونيكا تبكي وتتضرّع الى الله لأجل اهتداء ابنها. فاستجاب الله صلاتها، وكشح عن عقل أغوسطينس ظلمات الضلال. فنبذ المانيِّة وفسادها ظهرياً، لأنها لم تكن لتشبع عقله وقلبه المتعطشَين إلى ينبوع الحقيقة والمحبة الصافي. وقد حمله على التوبة مثال المتوحدين ولا سيما حياة القديس أنطونيوس الكبير فقال لصديقه أليبيوس: "هؤلاء البسطاء يرثون السماء ونحن العلماء نلهو بأباطيل الارض؟" ثم خرج يبكي خطاياه ويأسف على سيرته الماضية، قاصدًا القدّيس أمبروسيوس مرشدُه، فمنحه سر العماد المقدس وهو في الثالثة والثلاثين من عمره. أمّا أمُّه مونيكا فطار قلبها فرحاً على اهتداء ابنها راقدةً بالرب بين يديه. انكب أغوسطينس على أعمال التوبة ومطالعة الكتاب المقدس والتأليف، فرسمه فاليريوس أسقف هيبون كاهناً سنة ثلاثمئةٍ وإحدى وتسعين وأقامه مساعداً له. ولما توفي فاليريوس، خلفه أغوسطينس على كرسي الاسقفية. فأخذ أغوسطينس يعيش عيشة الراهب الناسك، مشيِّداً ديراً للرهبان قضى فيه حياتَه كلَّها. كما أنشأ ديراً للراهبات كانت أختُه رئيسةً عليهِنَّ. كما كافح العديد من البدع وردَّ عددًا منهم إلى الإيمان ولُقِّبَ "باللاهوتي وكوكب العلماء وزهرة المدارس وعمود الكنيسة ومَفزعة المبتدعين". وقد أنشأ الكنائس والمستشفيات والمياتم وقام بالعديد من الأعمال الخيريّة. رقد هذا القديس العظيم في الثامن والعشرين من آب سنة أربعمئةٍ وثلاثين، وله من العمر ستٌّ وسبعونَ سنة. وقد أغنى الكنيسة بما تركه من المؤلفات التي تزيد عن مئةٍ وعشرين كتاباً أشهرها كتاب اعترافاتِه ما عدا الرسائل النفيسة وأنشأ رهبانيةً تعُدُّ أكثر من مئتي جمعية من رهبان وراهبات ينتمون إليه ويسيرون بموجب القوانين والفرائض التي وضَعها. صلاته معنا. آمين |
|