قديسون لكن قتلة

[walaa farouk]

خمسة قديسون ..

١-موسي النبي العظيم قتل المصري و "طمره" (خروج ٢) ..

و بسبب جريمته هرب الي صحراء سيناء و تأدب تأديباً شديداً ،

و تاه في البراري أربعين سنة في سجن كبير ،

و احترق بنار الصحراء و اكتوي ببردها عمرا فوق عمره، و فقد منصبه كأمير مصر

و صار مجرد راعي غنم بسيط و فقير ..
الي ان افتقده الله ليعطيه عمرا فوق عمره و يجعله قائد لشعبه ..


٢-داود النبي :

زني مع بثشبع ثم قتل زوجها اوريا إذ أمر بوضعه في صفوف الحرب الأمامية (٢ صموئيل ١١)

.. و عاش عمراً يدفع الثمن من سمعته ، و في أولاده

.. فمات ثلاثة منهم : الطفل المولود من الزني ، و امنون و ابشالوم ؛

و تعرضت ابنته للاغتصاب و العار و تمزقت مملكته علي يد ابنه و طرد منها في الليل ؛

و تعرضت سراريه للعار و الذل علي يد ابنه ..

كل هذا حدث رغم توبته و مزامير شهيرة الذي كتبه بدموعه (مزمور ٣٤ و مزمور ٥٠)

٣-شاول (بولس)



الذي كان حارساً لثياب راجمي استفانوس مشاركاً و موافقا علي قتله (اعمال ٧)

و اقتاد كثيرين من المسيحيين الي السجن بقسوة

و تسبب بشكل مباشر أو غير مباشر في موتهم داخل الحبس (اعمال ٩) ..

رحمه الله لأنه فعل ذلك بجهل ( تيموثاوس الاولي ١) ..

و صار العظيم في الرسل كاتب الرسائل و رسول الأمم الخالد ..

٤-موسي الأسود سفاح البرية التائب ، الذي حول ظلمة الصحراء الي نور الصلاة و التسبيح و الفضيلة

، و صار من أشهر تائبي التاريخ ..

٥-القديس اريانوس و الي انصنا

الذي قتل المئات من المسيحيين

، و أمر بضرب القديس ابلانيوس بالسهام فأرتدت الي عينيه فقلعتها

، و نصحه الناس بوضع دم الشهيد علي عينه فشفيت فامن

و استشهد علي اسم السيد المسيح .. و تعيد له الكنيسة في ٨ برمهات ..

توبة و تأديب و رحمة ، انشودة الله التي يعزفها علي اوتار التاريخ ..

اربعة دروس ..

١-القتل جريمة بشعة لها عقوبتها الأرضية و السماوية لمن لم يتب

.. هناك ايضاً قتل من نوع اخر بنفس البشاعة : إغتيال السمعة

و هتك العرض و قهر المسكين و اليتيم و الأرامل و ظلم الضعفاء ..

٢-يؤدب الله كل الناس بما فيهم الانبياء و القديسون علي كل خطية ، فما بالك بالقتل ..

٣-التوبة تمحو كل الخطايا لكن لا تمنع التأديب الارضي و العقوبات الدنيوية ..

٤-يقبل الله توبة الجميع ، و لا ننسي أن اول من دخل الملكوت لص تائب دفع ثمن جرائمه بالإعدام صلباً ..