تفاصيل تحرك الجيش للإطاحة بآخر ملوك مصر

[Mary Naeem]

تفاصيل تحرك الجيش للإطاحة بآخر ملوك مصر

لم تكن خطة الضباط الأحرار للانقضاض على الملك بخفية عليه حيث وصله معلومات تفصيلية عن تحركات المجموعة لكنه فشل في التعامل مع هذه الحركة بفضل رفض عدد من الضباط الاستجابة له، إضافة لتعديلات وضعتها مجموعة "الأحرار" لتنفيذ ما قد خططوا له.

يروي الملك فاروق في مذكراته التفاصيل الأولى لتحرك الضباط الأحرار فيقول: "تحركات الجيش كان محدد موعدها الساعة 2 صباحًا، ضابطين مخلصين خاطروا بحياتهم لإخباري، تواصلا معي الساعة الـ11 مساءً الليلة السابقة، وكان لدي 3 ساعات وكنت أبعد 10 أميال في قصر المنتزة مع زوجتي وأولادي.".

وأضاف الملك فاروق: "على التو هاتفت رئيس الديوان لأحذره، وهرع بسيارته إلى وزارة الدفاع، ثم تلقيت منه مكالمة مرتبكة قال فيها: "جلالتك، المكان ممتلئ بضباط ورجال لا يجب أن يكونون هنا"، دوى صوت رصاص على السلم، حارسه أطلق عليه الرصاص ثم انقطع الاتصال.

وتابع: "مجموعة لا تزيد عن 30 أو 40 ضابطًا غاضبًا، رتبهم تتراوح بين الملازم واللواء (اللواء نجيب الأقدم) كانوا ليدخلوا بشكل طبيعي لمقر الجيش، واحدا تلو الآخر، ويتغلبون على ضباط الخدمة".

وأكد الملك فاروق في مذكراته: "البحرية المصرية أرسلت في اللحظة بارجة لمرسى قصر المنتزة لحماية العائلة الملكية، وفي ذلك الوقت، بعدما أسكت الثوار كل التليفونات، كانوا مشغولون بسجن كل مسؤولي الشرطة الكبار، ولم يمر كثير قبل أن تحلق مقاتلة حربية فوق قصر المنتزة، إلا أنها رحلت بعدما وجهت بارجة البحرية مدافعها تجاهها، ويبدو أنها كانت فقط للاستعراض في هذا التوقيت".

وأضاف فاروق في مذكراته: "المجموعة سيطرت على لوحة السويتش وبعثت بتعليمات عاجلة لكل الضباط الموثوق بهم وقادة الجيش للحضور فورًا واحدا تلو الآخر، بينما هرع الضباط الأبرياء لتنفيذ الأمر، غير مدركين ما حدث، تم التحفظ عليهم، وسجنهم، وتم تسليم أعمالهم لواحد من المنتظرين من الضباط الثوار الذين تم ترقيتهم بشكل فوري. وفي خلال ساعات، انتقل الجيش المصري بأكمله لأيدي قلة من الثوار".

وتابع: "بوارجي الحربية الأخرى كانت في تلك اللحظات عالقة تحت تهديد السلاح في ميناء الإسكندرية. أدركت أنني يجب أن أرحل من قصر المنتزة، الذي هو هدف مثالي من الجو. إذا كنت سأقتل فأردت أن أقتل في قلب الإسكندرية، حيث يستطيع شعبي أن يرى العلم المصري الملكي على صاري قصري. لا أريد أي إشاعات بعد موتي أنني انتحرت".