منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 06 - 2018, 03:51 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,871

مازال يداوى و يصفح



إنطلقت تجرى و هى تلوح فى الهواء بكفيها و تلملم بقايا خلقاتها المبعثرة لتستر عريها

, تضرب الأرض بقدميها الهاربتين المرتعشتين , فتوقظ التراب الساكن

, و تنتهك السكون الحالك ..
تركض فى الظلام زائغة العينين , تتلفت خلفها فى هذيان موحش


, تلهث بأنفاس متقطعة , متلاحقة مرتجفة
تبحث عن ظل يأويها , و تترجى شقوق الأرض أن تبتلعها و تُخفيها ...

بينما العيون تتلصص عليها من خلف النوافذ المتهالكة ..
الجموع تركض خلفها و دوى صرخاتهم يلاحقها ,, يتعالى صوت نباحهم

و يسيل اللعاب من نصول أنيابهم , استعدادا للنهش , كل الأصابع تشير عليها

, وكل الشفاه تصرخ باسمها ..

"" نعم إنها هى الزانية , هى المجرمة إرجموها كما اوصانا موسى

, إقتلوها و إغسلوا عارها بدمها , خلصوا العالم من شرها

, انقذوا البشرية من فعلتها , طهروا أنفسكم من زناها و لعنتها ,

مدينتنا مقدسة لا يسكنها الزناة و الخطاة , و جميعنا أبرار , تتدلى منا اللحى على الصدور ..


_ يقذفونها بألسنتهم و بحجارتهم ..
و هى مازالت تجرى مضطربة تتساقط و تقوم عشرات المرات

و كأن الأرض تُعاندها و تُخفى الندوب و الحفر لتوقعها ..

فتتعثر هذة المّرة وتخور و تتكعور فى رعبها ,, وتقع صريعة تحت أقدامهم ,و فريسة تتخاطفها أياديهم , .

. و هى تتوسل و تسترحم بدموعها المرتجفة لقلوب أضحت كالقبور الموحشه .يفوح منها العفن و الموت ..

يكبلونها و يسوقونها اليه و يقيمونها فى الوسط كذبيحة يفرغون عليها مقتهم و غضبهم و قسوتهم و شرورهم ...يكبشون بأياديهم الحجارة و يسنون ألسنتهم بالادانة فهم الشيوخ و الرؤساء و الكتبة و الفرسيون الابرار ,
يتخذون منها حجة عليه
تارة بالتبجح و التثعلب فى مكر و خبث , و تارة بالمسكنة و التندر و الحيلة
"انه المعلم العارف بالحق و الناموس و الشريعة فلن يحيد عنهم..

قالوا له "أحكم يا معلم هذة المرأة أُمسكت فى ذات الفعل , و موسى اوصانا أن ترجم , فماذا تقول انت ؟"

أما هو فإنحنى ليخط باصبعه على التراب ,, كتب و دفن ما قد كتبه كى لا نعرفه نحن
فمازال يستر و لا يفضح , مازال يغفر و لا يدين , مازال يداوى و يصفح

ثم قام و وقف فى وجههم كالشلال الهادر فروّع قلوبهم قائلا " من كان منكم بلا خطيه فليرمها بحجر "
حدث ضمائرهم فوخزنهم و أنبتهم كمناخس فى الروح ..
وفجأة كان الصوت الوحيد الذى يُسمع فى المكان هو صوت إرتطام الأحجار بالأرض


و تبعتها أصوات أقدامهم و هى تهرول مسرعه بالخروج ....
و بقيت المرأة وحدها ماتزال فى الوسط يتدلى شعرها على وجهها مبتلا بعرقها و خزيها


,, لا ترفع عينيها و لا تدافع عن نفسها بكلمة
أما هو فى وداعة و تحنن قال لها "" اذهبى و لا تخطئى ايضاً "
نعم فقط كانت كلماته هى البلسم الشاف للعار و الخطية ,
جمع بلطفه فتات قلبها المكسور و المفضوح . عافى نفسها المشتتة المسكينة
وهبها الصفح و الغفران , فخرجت مُطهرة ، مبررة و مخلوقه من جديد !
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يا ليت الفلتر يصفي نياتهم مثل ما يصفي وجوههم
حضن يشفي و يداوي التعبانين
لى رجاء ان الله مازال يشفى
شاطئ دياني
مازال الرب يشفي


الساعة الآن 07:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024