رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيحي الحقيقي - من هو وما هي حياته
+ المسيحي الحقيقي، هو من يعرف أن له بداية ثانية وأصل جديد، ويقول القديس كيرلس الكبير:[ هكذا أعطانا نعمة البنوة وأصبحنا نحن بذلك مولودين من الروح لأن فيه هو أولاً حصلت الطبيعة الإنسانية على هذا الميلاد الروحي وبولس الإلهي كان يفكر في نفس الموضوع فقال بكل صواب:" كما لبسنا صورة الترابي، سوف نلبس صورة السماوي " وقال أيضاً: " الإنسان الأول من تراب ترابي، والإنسان الثاني من السماء. ولكن كما الترابيين مثل الترابي، هكذا سيكون السمائيين مثل السمائي " ( 1كو15 : 47 و 48 و 49 )، ونحن ترابيين، فينا التراب من آدم الأول الترابي أي اللعنة والانحلال اللذين بهما دخل ناموس الخطية في أعضاء جسدنا. ولكن صرنا سمائيين، وأخذنا هذا في المسيح، لأنه بالطبيعة الله وهو الكلمة من فوق، أي من الله، ونزل إلينا متجسداً بطريقة فائقة، فولد بالجسد من الروح لكي يجعلنا مثله ونصبح قديسين وبلا فساد، وتنزل إلينا النعمة من فوق، ويُصبح لنا بداية ثانية وأصل جديد فيه ] ( تعاليم في تجسد الوحيد ) + فالمسيحي هو ذاك المسافر في برية هذا العالم متجهاً لأورشليم العليا موطن الأبرار في حضن الله الدافئ:[ في الإيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض] (عب 11: 13) +فالمسيحي ليس بغريب عن القديسين بل هو من أهل بيت الله: [ فلستم إذاً بعد غرباء و نزلاء بل رعية مع القديسين و أهل بيت الله ] (أف 2 : 19)، لذلك حينما يتحدث إلى القديسين، فهو يتحدث إلى أهل بيته الذي يسكن فيه قلبه، ومَلٍكه الحقيقي هو شخص الكلمة ربنا يسوع الذي به صار أبناً حقيقياً فيه، كسلطان ممنوح له من الله في الابن الوحيد: [ و أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه ] (يو 1: 12) والمسيحي على هذا النحو، مربوط برباط الحب والإيمان بشخص الكلمة محققاً الوحدة به من خلال الأسرار المقدسة بإيمان واعي وقلباً محباً لله مجاهداً بالنعمة أن يثبت في الكرمة متشرباً من عصارة النعمة، مرتوياً من ماء الكلمة المقدسة النابضة بالحياة، وكغريب عن هذا العلم وكابن لله له وطن سماوي، هارباً من الفساد الذي في العالم بالشهوة: [ أيها الأحباء أطلب إليكم كغرباء و نزلاء أن تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس ] (1بط 2 : 11) [ اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة ] (2بط 1: 4) + فالإنسان لا يكون مسيحي كمولود هكذا، بل يصير مسيحياً بقدر تعمقه وتبعيته لصوت الراعي العظيم ربنا يسوع: [ قال له يسوع إن أردت أن تكون كاملا فاذهب و بع أملاكك وأعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء و تعال اتبعني ] (مت 19 : 21) (1) [ في الغد أراد يسوع أن يخرج إلى الجليل فوجد فيلبس فقال له اتبعني ] (يو1 : 43) + باختصار : المسيحي ليس إنسان مولود بالفطرة مسيحي، أو انه في أسرة مسيحية ، بل هو من يسعى ببساطة الأطفال نحو المسيح الكلمة المتجسد، ليرتبط به ارتباط وثيق، ويعرفه (أي المسيح) كابن بالطبيعة لله، ويتحد به بالإفخارستيا ويصير معه واحداً ليحقق بنوته لله الذي نالها بالمعمودية بالخبرة في حياته اليومية، أي يصير ابناً لله في الابن الوحيد، متذوقاً شركة الآلام مع المسيح، فيحمل الصليب كل يوم ويتبع مخلصة الصالح بكل صدق وأمانه: [ و قال للجميع إن أراد احد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه كل يوم و يتبعني ] (لو 9 : 23) |
|