رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
شتم مار شربل وفي الليل سمعنا صراخه…ما حصل مع أخي الكبير لا يصدّق – أعود إلى عام 2000 عندما نخلّيت عن دعوتي الرهبانية وكان الفراق مراً. عدت إلى حضن عائلتي، ولكن الأمور اختلفت جداً بعد سنة ونصف من الابتعاد. في الدير، رفضت التحدث الى أفراد العائلة، كان ابي مريضاً، رفضت زيارته في المستشفى، فقوانين الرهبنة تمنع هذا. عدت إلى عائلتي وبدأ الجميع برمي اللوم عليّ أني تركت أبي يحتضر وأمي بحاجة اليّ، فما هذا الله الذي يعذّب الأهل بفراق ابنهم وما هذه الرهبنة التي لا تلتفت إلى أهل الراهب؟ خلال هذه الفترة كنت أصغي، كان الصمت رفيقي، رغم الحزن الكبير الذي لفّني وقتها. كنت أتردد يومياً إلى ضريح القديس شربل في لبنان اسأل الله المعونة، فأنا بدأت اشعر باضطهاد كبير داخل عائلتي. في إحدى الأيام سخر مني أخي الكبير ورفاقه وكانوا يسمّوني “الغاشي” الذي يريد اتباع الله ويبتعد عن العالم والذي أراد أن يعيش كمار شربل وها هو خارج الدير. أصابني حزن شديد، وقلت، مار شربل لم يكن غاشي!!! فردّ أخي عليّ، غاشي ونص. عند سماعي هذه الكلمات، صرخت وقلت: يحق لك أن تتهمني بما تشاء، ولكن إياك أن تمسّ القديسين بكلمة. فسخر اخي من جديد. بعد منتصف الليل والجميع نيام، صحونا في المنزل على صراخ مخيف، ركضنا جميعاً إلى غرفة أخي الذي بقي لمدة ساعات لا يقوى على الكلام، حتى ان الجيران سمعوا صراخه فاتصلوا بنا ليسألوا ماذا يحدث. بعد ساعات، وكان العرق يتصبب من اخي، نظر إليّ وقال: ما بقا عيدا. سألته أمي ماذا حدث أخبرني، قال: صحوت على راهب لم استطع تمييز وجهه من الخوف، يلبس مشلحاً، كمشني في صدري ورأيت نفسي أعلو عن الفراش، وقال لي: “بكرا بتطلع عل محبسة بتعترف وبترجع لعند ربّك”. عرفت عندها أن هذا الراهب هو مار شربل، والمعروف أن أخي ولسنين طويلة لم يتقدّم من كرسي الاعتراف ولا من المناولة. في صباح اليوم التالي، صعدنا جميعاً ورفاق اخي وكان التغيير الجذري الذي جعل أخي بعدها كنعجة لطيفة. قديسو الكنيسة أحياء، ومار شربل ما زال صوت الله في مجتمعنا، عودوا الى الله فإنّ الملكوت قريب. |
|