منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 07 - 2012, 08:59 AM
الصورة الرمزية شيرى2
 
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  شيرى2 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

الهاربون من الله



بقلم : قداسة البابا شنودة الثالث
عشرات ومئات الملايين يؤمنون بالله‏,‏ ويصلون ويصومون‏,‏ ولكن كثيرين من هؤلاء المؤمنين يهربون من الله‏!‏ أي يهربون من الحياة معه‏,‏ ومن محبته‏,‏ ومن الحياة الروحية التي يدعوهم اليها‏,‏ أو من بعض المهام التي يدعوهم اليها‏..‏ فلماذا يهرب كل هؤلاء؟ وكيف يهربون؟ وهل يستمرون في هروبهم أم يرجعون؟

هناك أشخاص يهربون من الله بسبب شهواتهم‏,‏ يشعرون ان حياتهم مع الله ستحرمهم من شهوات لايريدون تركها‏,‏ مثال ذلك الوجوديون الملحدون‏,‏ الذين يرون أن وصايا الله تمنعهم من تحقيق شهواتهم وتحقيق وجودهم فيها‏.‏ فيكون شعور الواحد منهم هو من الخير أن الله لايوجد‏,‏ لكي أوجد أنا‏!!.‏

أو مثل شخص يقول‏:‏ ان سرت مع الله فسأنقسم علي ذاتي‏,‏ وسأدخل في صراع بين الروح والجسد‏,‏ وصراع بين الخير والشر‏,‏ وأنا لا أريد ان أدخل في صراعات‏!‏ فمن الخير لي إذن أن أبعد عن طريق الله هذا وعن وصاياه‏!.‏
هؤلاء شهواتهم تتعبهم وليس وصايا الله‏,‏ ولكنهم لايريدون ان يواجهوا هذا الواقع لأنهم يخافونه‏,‏ هم مثل انسان مريض بمرض خطير‏,‏ يهرب من الأطباء‏,‏ ومن الكشف والأشعة والتحاليل‏,‏ لكي يستريح ولو راحة وهمية‏,‏ هاربا من الواقع لأن الواقع يتعبه‏.‏

وهناك أشخاص يرون أن البعيدين عن الله مستريحون‏,‏ ويستطيعون أن يقضوا مصالحهم بأنواع وطرق شتي‏,‏ بكذبة بسيطة تتغطي كل غلطة‏,‏ بشهادة مرضية مزورة يبررون كل غياب‏,‏ بالرشوة والمحسوبية يقضي كل عمل‏,‏ بالتساهل في الأخلاقيات يمكن كسب عديد من الأصدقاء‏,‏ بعبارتين من عبارات التملق يمكن كسب الرؤساء وخداعهم‏,‏ وبشيء من الرياء الخفيف يمكن الحصول علي احترام الناس ومديحهم‏,‏
وبضربة قاسية ومؤامرة خفية يمكن التخلص من جميع المقاومين‏..‏ أما طريق الرب فهو صعب وكله قيود وموانع‏!‏ فلماذا السير فيه؟

لذلك يري هؤلاء ان الهروب من الله أفضل‏!‏ أو أن البعض يري أن طريق الله لايناسب العصر‏!‏ لا يناسب ما وصلت إليه المدنية والأفكار الحديثة وطبيعة المجتمع‏,‏ ويقولون ان الذين يسيرون مع الله هم‏(‏ دقة قديمة‏)‏ لم يتحضروا بعد‏,‏ فالبعد عنهم وعن طريق الله أفضل لكي يحتفظ الانسان بسمعته كشخص راق متمدن‏..‏
كما يرون أيضا أن المجتمع الحديث يسخر من هؤلاء المتحفظين‏,‏ وهكذا يهرب هؤلاء من الله‏.‏

البعض يهرب من الله بسبب مسميات روحية تتعبه‏,‏ فالحياة الروحية فيها محاسبة النفس‏,‏ وفيها حياة التوبة‏,‏ وفيها النمو الروحي‏,‏ وكل هذه أمور متعبة في نظر هؤلاء‏,‏ يقول الشخص منهم‏,‏
ما معني ان أجلس وأحاسب نفسي وأكتشف أن لي ضعفات وسقطات وأدخل في مذلة الندم والشعور بالاثم‏,‏ وأيضا في تعب الضمير وتبكيته‏!‏ مالي وكل هذا‏.‏

الهروب منه أفضل لكي أعيش مستريحا‏,‏ مثل هذا‏,‏ هو كشخص عنده دمل أو خراج‏,‏ لايريد ان يفتحه وينظف ما فيه‏,‏ بل يظن انه يتركه هكذا ويستريح‏!...‏ كما ان التوبة بالنسبة اليهم هي ترك حياة جميلة في أعينهم فما الداعي للسير في التوبة وخسارة حياة المتعة الخاطئة‏.‏

فالهروب من كل ذلك أفضل‏,‏ وبالتالي الهروب من الله الذي يدعو الي التوبة وتغيير الحياة‏,‏ أمثال هؤلاء يعيشون في حالة تخدير دائم من الناحية الروحية‏,‏ أو في حالة لاوعي بالنسبة الي ضمائرهم‏,‏ وهم يهربون من واقعهم ويهربون من الله‏.‏

وهناك من يهرب من الله‏,‏ لأن لديه شيئا يحرص عليه‏,‏ ويخاف عليه من الله‏,‏ هناك من يحرص علي ما لديه من مال‏,‏ أو مظاهر من العظمة‏,‏ أو قسوة تخضع الناس له‏,‏ أو إدارة أعمال للهو‏,‏ أو شهرة في الملاهي‏,‏ أو أساليب خاطئة توصله إلي ما يريد‏..‏ فإن سار في طريق الله يحرمه من كل ذلك‏,‏ فالوضع الأمثل ان يهرب من الله‏,‏ والبعض يهرب من الله بسبب اليأس‏,‏ إذ يري ان السير في طريق الله طويل لا يعرف مداه‏,‏ فالله لا يريدنا فقط في حياة التوبة‏,‏ إنما يطالبنا بالنمو الروحي حتي نصل الي حياة القداسة أو الكمال الممكن‏,‏ فمن يستطيع كل هذا؟‏!‏ ومن يستطيع في كل فضيلة ان يتطور فيها حتي يصل الي قمتها؟ إذن الهروب من الله أفضل‏.‏

وهناك أسباب أخري كثيرة للهروب من الله‏,‏ علي أن الذين يهربون منه يهربون أيضا من كل ما يتعلق بالله‏,‏ يهربون من دور العبادة‏,‏ ومن قراءة كلام الله ووصاياه‏,‏ ومن التأمل في حياة الفضيلة‏,‏ ومن الاجتماعات الروحية‏,‏ ومن كل من يبكتهم بسبب طريقهم الخاطئ‏,‏ ومن كل من يدعوهم الي تغيير نمط حياتهم‏.‏

ونحن نقول لكل هؤلاء‏:‏ مهما هربتم من الله‏,‏ فهو سيسعي اليكم ليجذبكم اليه‏,‏ وقد صدق داود النبي حينما قال لله في المزمور‏:‏ أين أهرب من روحك‏,‏ ومن وجهك أين أختفي؟‏!.‏

كما نقول لهم ان هذا الهروب ليس من صالحكم‏,‏ ويجب ان تواجهوا الواقع في شجاعة وصدق‏,‏ وأول واقع تواجهه هو أبديتك‏,‏ أي مصريك الأبدي‏,‏ فإلي أي مصير سيقودك الواقع الذي تعيش فيه؟ إذن عليك ان تواجه نفسك‏,‏ وأنت لا تستطيع أن تخدر ضميرك الي الأبد‏,‏ فلابد أن يصحو في يوم ما‏,‏ وحينئذ ماذا تفعل؟

مشكلة كبيرة تواجه الناس‏,‏ وهي كيف سيترك الشخص خطيئته مع انه يحبها؟ كأن الذي يترك الخطية سيظل بنفس القلب الذي يشتهيه‏!‏ كلا فإن الله حينما يرجع التائب اليه يمنحه قلبا جديدا يختلف عن القلب الذي كان يشتهي الخطيئة‏,‏ كما انه يمنحه نعمة خاصة تقوده في الطريق الجديد‏,‏ فلا تعط فرصة للشيطان الذي يحاول ان يظهر لك صعوبة الطريق الي الله ويقنعك بالهروب منه‏.

منقول
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الهاربون من الصليب
الهاربون يقودون الإخــوان الآن؟
فيديو.محمود: الهاربون من السجون يحكموننا
الهاربون من اللَّه
الله يدعو " الهاربون "


الساعة الآن 06:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024