رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ﻭﻟﻜﻦ ﺳﺎﻣﺮﻳًﺎ ﻣُﺴﺎﻓﺮًﺍ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻟﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺗﺤﻨﻦ، ﻓﺘﻘﺪَّﻡ ﻭﺿَﻤَﺪ ﺟﺮﺍﺣﺎﺗﻪ ، ﻭﺻﺐَّ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺯﻳﺘًﺎ ﻭﺧﻤﺮًﺍ، ﻭﺃﺭﻛﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﺍﺑﺘﻪ ( ﻟﻮ ﻟﻘﺪ ﻭﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ ﺇﺫ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻭﻗﻊ ﺗﺤﺖ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺪﻭ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻹﺑﻠﻴﺲ ﻭﻋﺒﺪًﺍ ﻟﻠﺨﻄﻴﺔ ﻭﺧﺎﺿﻌًﺎ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺤﺎﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﻼﺝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﺗﻪ . ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻜﺮًﺍ ﻟﻠﻪ، ﻓﻘﺪ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻱ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﻧﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻌﻴﺴﺔ ؛ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺪﻩ ﺍﻷﺳﻨﻰ ﻣﻘﺮّ ﺳُﻜﻨﺎﻩ ﺍﻷﺯﻟﻲ، ﻭﻧﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻴﻌﺎﻟﺞ ﺑﺆﺳﻨﺎ ﻭﻳﺤﻤﻞ ﺫﻧﺒﻨﺎ، ﻭﻳﻘﺒﻞ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﺎ . ﻋﻤﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺗﺒﻴﺎﻧًﺎ ﻟﻤﺤﺒﺘﻪ ﻭﺣﻨﺎﻧﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ . ﻟﻘﺪ « ﺗﺤﻨَّﻦ » ﻭﻧﺰﻝ ﻟﻴﻀﻤﺪ ﺟﺮﺍﺣﻨﺎ، ﻭﻳﺼﺐ ﻣﻦ ﺧﻤﺮ ﻭﺯﻳﺖ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ، ﻭﻳﺸﻔﻴﻨﺎ ﻭﻳﺒﺎﺭﻛﻨﺎ ﻭﻳﻀﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰﻩ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰﻧﺎ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺴﺪ ﻛﻞ ﺃﻋﻮﺍﺯﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺑﺸﺨﺼﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ . « ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ » ﺣﻴﺚ ﻫﻮ . ﻻ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻋﺸﺎﺭﻫﺎ، ﺑﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ . « ﻭﻟﻤﺎ ﺭﺁﻩ » ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻤﻞ؟ ﻫﻞ ﺟﺎﺯ ﻣُﻘﺎﺑِﻠﻪُ ﻣﺸﻤﺌﺰًﺍ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﺮﻩ ، ﻳﺎﺋﺴًﺎ ﻣﻦ ﺇﺻﻼﺣﻪ؟ ﻛﻼ، ﺑﻞ ﺗﺤﺮﻙ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﺑﺎﻟﺤﻨﻮ ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ، ﻏﻴﺮ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﻤَﻦ ﻫﻮ ـ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺃﻭ ﺃﻣﻤﻲ، ﻷﻥ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤُﺤﺐ ﻛﺎﻥ ﻓﺎﺋﻀًﺎ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ، ﻣﺒﺘﻬﺠًﺎ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﻟﺴﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻋﻮﺍﺯ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﻨﻮﻩ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﻌﺒِّﺮ ﻋﻦ ﺣﻨﻮﻩ ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﺛﻢ ﻳﻌﺒﺮ ﻭﻳﻤﻀﻲ . ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺣﻨﻮﻩ ﺣﻘﻴﻘﻴًﺎ ﻋﻤﻠﻴًﺎ، « ﻓﺘﻘﺪﻡ » ﻟﻤﺎﺫﺍ؟ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺪ ﻛﻞ ﻋَﻮَﺯ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﺻﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ . ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻞ . ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒِ ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻱ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﺴﺪ ﺃﻋﻮﺍﺯ ﺍﻟﺠﺮﻳﺢ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻪ، ﻗﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ : « ﺍﻋﺘﻦِ ﺑﻪ » . ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺗُﺬﻳﺐ ﻗﻠﺐ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ، ﻧﻌﻤﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻏﺮﻳﺐ ﻻ ﺗﺮﺑﻄﻪ ﺑﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻋﻼﻣﺔ ﺻُﻠﺢ ﻭﺳﻼﻡ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻧﺴﻤﻌﻪ ﻳﻘﻮﻝ : « ﻋﻨﺪ ﺭﺟﻮﻋﻲ » ، ﻓﻴﻮﻗﻆ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺭﺟﺎﺀً ﻣﺒﺎﺭﻛًﺎ ﺑﺮﺅﻳﺘﻪ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ . ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗﻮﺿﺢ ﻟﻨﺎ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﻋﻄﻔﻪ ﻭﺣﻨﺎﻧﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺆﺳﻨﺎ ﻭﺷﻘﺎﺋﻨﺎ، ﻓﺄﺗﻰ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻧﺴﺎﻥ، ﺻﺎﺋﺮًﺍ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺨﻄﺎﺓ، ﻣﻮﻟﻮﺩًﺍ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺃﺓ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻨﺎﻣﻮﺱ، ﻭﻋﺎﺵ ﻋﻴﺸﺔ ﻃﺎﻫﺮﺓ ﻭﺃﺗﻢ ﺧﺪﻣﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﺪﺓ ﺛﻼﺙ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ، ﻭﺃﺧﻴﺮًﺍ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻄﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﺭًﺍ ﻭﻳُﺒﺮﺭ ﻛﻞ ﺧﺎﻃﺊ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﻭﻳﺘﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ . |
|