رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفهوم الأبوة الروحية
الأبوة الروحية حسب الإنجيل باختصار وإيجاز أيها الأحباء في الربهناك فرق عظيم بين رسالة الخدمة التي تختلف من واحد لآخر من جهة إرشاد النفوس في طريق الحياة، وبين الأبوة الروحية التي نفتقر إليها اليوم، لأن الإرشاد والتوجية موهبة تُعطى للبعض، أما الأبوة تُعطى بالروح لأشخاص قليلين، وهي ملء بالروح ولها هدف محدد للغاية لتظهر قوة الأبوة الروحية، فلا تخلطوا بين الأبوة الروحية وبين علم المشورة والتنمية البشرية وتظنوا أن مراعة نفسية الإنسان هي حالة من الأبوة، لأن هذه تعتبر رعاية نفسية ممكن يقوم بها أي طبيب نفسي عادي أو صديق أمين عنده خبرة ودراية بعلم النفس، أو قادر على ان يحب صديقة بقوة وإخلاص، أما الأبوة الروحية فهي مختلفة جوهرياً وليست حسب الناس، لأن معظمنا يظن أن الأبوة عبارة عن طبطبة على الناس واحتضانهم لراحتهم نفسياً حتى يتقدموا وينجحوا في الحياة ويحققوا ذواتهم في المجتمع أو حتى في الكنيسة، هذه ليست أبوة حسب الإنجيل إطلاقاً، بل حسب الناس وظنهم البعيد كل البعد عن الإنجيل. إذاً ما هي الأبوة حسب الإنجيل:يقول بولس الرسول بصفته أب روحي: [لأنه وأن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح (المرشدين في الطريق الروحي مش النفسي لأنه قال بعدها "في المسيح")، لكن ليس آباء كثيرون لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل (1كورنثوس 4: 15). فالأبوة للأسف مغلوطة عند غالبية الخدام، لأن الأب الروحي الحقيقي ليس هو الراعي النفسي ولا معالجها ومُريحها نفسياً، بل من يتمخض ليلد أبناء لله في المسيح بالإنجيل، فهذه هي الأبوة التي تعرفها الكنيسة وليس سواها نهائياًُ: يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم (غلاطية 4: 19) فعمل الأب الحقيقي في الكنيسةليس عمل الطبيب النفسي، ولا أنه يُريح النفس بالكلام ولا المنطق ولا يشبع فكرها أو يسدد حاجتها الحسية ويشبعها من الحنان الذي يعطيه الواليدن حسب الجسد، لأن الأب الروحي لا يتخذ مكان الوالدين ولا الإخوة ولا الأخوات ولا حتى الطبيب النفسي، بل انه يتمخض بمن يعرفهم لكي يتصور المسيح فيهم، لأن الأب الروحي هو الذي يلد أولاداً لله في المسيح بالإنجيل، وليس له أي دور آخر. فنحن حينما نبحث عن أب روحينبحث عن من يحمل روح المسيح وقوة الإنجيل، لأن الروح القدس يعمل فيه من أجل إنشاء جيل ملكوت الله في داخله، يعكس بهاء مجد بهاء نور وجه المسيح أمام المجتمع والعالم كله، إذ أنه يستطيع (بقوة الله) أن يحمل الصليب ويتألم لكن برجاء القيامة، لأن الإنسان نفسياً أمام الألم وضيق الصليب لن يحتمل بل قد يتحطم نفسياً، مهما ما تعلم وتقوى بالمشورة وعلم النفس، لأن أمام الصليب (مثل سلب الأموال - ضياع الحق القانوني - التشريد في الشوارع - التنكيل - عدم الحصول على الحق الطبيعي.. الخ) لن يحتمل أن لم يعرف المسيح وقوة قيامتة وشركة آلامه متشبهاً بموته منتظراً وعد الحياة الأبدية الصادق الذي للمسيح الرب إلهنا من له المجد الدائم مع أبيه الصالح والروح القدس آمين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأبوة الروحية (ع 14-16) |
الأبوة المتضعه مفهوم الترقية غير موجود في كنيستنا |
الأبوة الروحية والاعتراف |
درس فى الأبوة الروحية |
الأبوة الروحية |