رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يهوذا الخائن أنا أعلم الذين اخترتهم. لكن ليتم الكتاب: الذي يأكل معي الخبز رفع عليَّ عقبه ( يو 13: 18 ) لقد كان يهوذا واحدًا من الاثني عشر تلميذًا الذين اختارهم الرب ( يو 6: 70 ، 71). ولأنه كان واحدًا من تلاميذ الرب، فقد كان يدخل ويخرج معه، وكان يأكل ويشرب معه، وقريبًا منه ـ يجلس ويرى ويسمع ويراقب. نعم.. لقد كان يهوذا واحدًا من تلاميذ الرب. لكنه أبدًا لم يكن من خاصته. وفي محبته الكاملة احتمل الرب يهوذا رغم أن كل ما اختلج بقلبه ودار، كان مكشوفًا وعريانًا لعيني ذاك الذي يرى في النور كما في الظلام. يهوذا خائن .. وأي خائن!! ومع ذلك، فالسيد الرب لم يُوبخه أو يؤنبه علانية ولو لمرة واحدة، ولم يفضح أمره علانية ولو لمرة واحدة. لقد كشف السيد عن اسمه فقط للتلميذ الذي كان يسند رأسه على صدره. لم يدرِ أحد وقتئذ بالخائن يهوذا غير يوحنا الحبيب ( يو 13: 38 ). ويُردد ـ تبارك اسمه ـ بعض ما جاء في مزمور41 فيقول: «الذي يأكل معي الخبز رفع عليَّ عقبه». أ هي كلمات عتاب؟! أ هي كلمات قلب مجروح يعتصر حزنًا؟! أ هي رسالة شخصية ليهوذا، يلفت فيها الرب انتباهه لتلك المحبة التي احتملته دائمًا بلا كلل، ورغم علمه السابق بكل ما هو قادم عليه من غدر وخيانة؟! أما يهوذا فضميره لم يتحرك قيد أنملة. لقد تجرَّد من كل إحساس وعاطفة. القلب تحجّر وقرر أن يخون، وسيسير في التنفيذ حتى النهاية. مجرم مع سبق الإصرار. بل سنراه يستعجل ويتحيَّن الفرصة التي يسلِّم فيها البار! ثم غمس اللقمة وأعطاها ليهوذا. ولما أخذ اللقمة خرج للوقت. خرج وأعطى ظهره للرب. خرج وأعطى القفا لمحبة الله التي ظهرت في المسيح! خرج وكان الوقت ليلاً ... في الظلام خرج، وفي الظلمة الأبدية استقر به المقام. ومع ذلك، فيا له من حُب! عداوة يهوذا وكراهيته لم تنالا من هذه المحبة. لقد احتملت محبة الرب هذا الخائن من البداية حتى نهاية المشوار، بكل لطف ووداعة ورفق وصبر وطول أناة! والذي قدَّم نفسه كالمثال الحلو الكامل الصفات في كل شيء، يعطي وصية جديدة لخاصته وأحبائه، فيقول: «كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضًا بعضكم بعضًا» ( يو 13: 34 ). نعم .. لقد ترك لنا مثالاً لكي نتبع خطواته! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عن يهوذا الإسخريوطي الخائن |
يهوذا الاسخريوطى (الخائن) |
لم يكن يهوذا هو الخائن |
يهوذا الخائن |
يهوذا الخائن |