رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العذراء ستسحق الشيطان قريباً كره الشيطان العذراء مريم المباركة، ومنذ ألفي عام يبذل كل ما في وسعه لكي يعيق تكريمها ويرسخ الكره لها. فهل لاحظتم أن العقائد والعبادات المريمية هي التي أثارت أقوى ردود الفعل لدى رافضي الكنيسة؟ حتى أن بعض الكاثوليك الصالحين يخجلون بتكريم السيدة العذراء ويظنون أنه ينبغي علينا ألا نكون متطرفين جداً في تكريمها. ربما تتساءلون عن سبب تكريم الكنيسة للعذراء الطاهرة، وعن قرار الله بأن تكون العذراء شريكة في عمل الفداء. خدع الشيطان حواء في جنة عدن ومعها آدم. تباهى بنفسه لأنه تمكن من القضاء على عمل الخلق الإلهي وقاد البشر الذين يكنّ لهم الله محبة خاصة إلى الموت والبؤس. في هذا المشهد، ظهر الله معلناً المصيبة الناتجة عن الخطيئة وذاكراً مصير الشيطان. بدأ الله حديثه مع الشيطان قائلاً له أنه سيأكل التراب بقية أيام حياته. ومن ثم كشف أمراً يرعب الشيطان: هزيمته النهائية ستحصل على يد امرأة. “أضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك وأنتِ تسحقين عقبه” (تك 3، 15). يسوع سيسحق الشيطان بواسطة مريم التي هي الأداة التي يستخدمها يسوع للقضاء على عدوه القديم. الشيطان يقاوم فكرة هزيمته النهائية على يد أمَةٍ متواضعة. بطريقةٍ ما، قد يتحمل قلبه المتكبر الهزيمة على يد الله لأنه كلي القدرة، ولكن أن يُسحق على يد شابة من الناصرة، فهذا ما لا يتقبله. الفكرة مذلّة تصيبه بالجنون لأنه يكره الإذلال. هذه الهزيمة تذلّ الشيطان لأنها تحصل على يد امرأة. فالمعروف أن النساء هنّ الأضعف، وهو يكره الضعف. يحب أن يرى النساء مذلولات ومختزلات إلى مجرد أغراض. ويكره البشر لأن لدينا جسداً خلافاً عنه. كذلك، يكره الشيطان الهزيمة على يد مريم لأنها بديلته في الجنة. فقد كان إبليس أجمل وأقوى من كافة مخلوقات الله الأخرى. كان قوياً جداً لدرجة أنه ظن أنه يستطيع أن يكون أفضل من الله. كان يحسد الكلي القدرة. أما سيدتنا العذراء فهي متواضعة جداً، المخلوقة الأكثر تواضعاً. قلب مريم مفعم بالطهارة والنقاء والتسبيح والمحبة، وقلب الشيطان مليء بالمرارة والحسد والكراهية. وبالنعمة، جعلها الله أروع مخلوقة في الكون أجمع. في جميع الأحوال، الأم الطاهرة هي نقيض الشيطان وبديلته. وهذا ما يظهر في تسبحة البتول: “تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي، لأنه نظر إلى تواضع أمته. فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال لأن القدير صنع بي العظائم، واسمه قدوس، ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه. صنع عزاً بساعده وشتت المتكبرين بأفكار قلوبهم. حط المتكبرين عن الكراسي، ورفع المتواضعين، أشبع الجياع خيراً والأغنياء أرسلهم فارغين. عضد إسرائيل فتاه فذكر رحمته، كما كلّم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد”. وأسوأ أمر بالنسبة إلى الشيطان هو أن تلك التي حلت مكانه في الفردوس هي أم الكلمة الأزلي يسوع المسيح الذي افتدى البشرية بموته وآلامه. مريم أطاعت مشيئة الله، ما جعلها قوية بشكل غير محدود. |
|