رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإيمان رؤية استعلان مجد ابن الله الحي
الإيمان رؤيةرؤية عميقة على مستوى استعلان إلهي يبدأ في القلب سراً يدفع الإنسان بالاعتراف بشهادة حية: أنت المسيح ابن الله الحي، وهذه كانت شهادة بطرس الرسول لشخص المسيح حينما سأل التلاميذ من يقول الناس إني أنا، وبعد ان جاوبوه بكلام الناس المتناقض والمختلف فَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ بُطْرُسُ (والتلاميذ أيضاً): «أَنْتَ الْمَسِيحُ» (مرقس 8: 29)؛ وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ (يوحنا 6: 69) ففي العموم لا ينفعظنون الناس ورأيهم في شخص يسوع ونسمع منهم فنبني رأينا على كلامهم، لأن هذا مجرد اعتقاد وظن لا يقود للإيمان أبداً، فقد يرى البعض أن المسيح شخصية عظيمة للغاية، ويحترموه جداً ويقدروا كلماته بل يتخذونها مبدأ في حياتهم وأقوالهم، بل ويطبقوها على المستوى العملي الفعلي الواقعي، بل ويربوا أولادهم عليها كمبدأ في حياتهم الشخصية، لكنهم لا يرتقون أبداً لمستوى الإيمان القلبي، لأنه لم يحدث إعلان إلهي، لأن الإنسان نفسه يُريد أن يحيا على مستوى إنسانيته فقط، يحقق السلام الاجتماعي وربما الوطني أو حتى الدولي، لكنه لا يرتقي لمستوى السماويات أبداً، بل يظل ملتصقاً بالأرضيات منحصراً في الاحتياجات المادية كمحور لحياته الشخصية. وهذا هو السرّفي عدم الحصول على قوة الغفران والدخول في سرّ الشركة الإلهية، على مستوى الذي رأيناه وسمعناه وشاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، وبالتالي لا نكون قادرين على الشهادة لهُ، لأن الذي ينبغي أن يشهد للمسيح هو الذي أُظهرت لهُ الحياة وتم بناء إيمانه على صخرة الاستعلان الإلهي بأن المسيح الرب فيه الحياة والحياة نور الناس، وهو حمل الله رافع خطية العالم، ومن يتبعه لا يسير في الظلمة بل يكون لهُ نور الحياة. لذلك يا إخوتيعلينا أن نعي أن الغفران الإلهي قائم على هذا الاستعلان وتصديقه بالإيمان، أن المسيح هو المسيا، أي هو حمل الله رافع خطية العالم، رب واحد، ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر. لذلك الرب قال لبطرسحينما اعترف بهذا الإيمان: [أنت المسيح ابن الله]، أنه سيبني كنيسته على صخرة هذا الإيمان وأبواب الجحيم لن تقوى عليها، وعلى أساس هذا الإيمان تُحل وتربط الخطايا، لأن بدون إيماننا بالمسيح بوعي كامل وانتباه بل وببصيرة منفتحه على الإعلان الإلهي فكيف ندخل في سرّ الغفران وعمل الخلاص حسب التدبير؟ بل وكيف ندخل في سرّ شركة أعضاء جسده أي الكنيسة؟ وكيف تتحقق وحدة الجسد الواحد ونحن منفصلين عنه لا نحيا بالإيمان لأننا لم نعترف به بعد إله حي ولم نرى حضوره مُحيياً لأنفسنا من جهة الخبرة الشخصية؟ واعلموا أنه لا يكفي أبداً أن نعتبره إله،لأن الإيمان بالمسيح الرب ليس قانون كما نفهمه في هذا العالم، فلا يكفي أن نحفظ قانون الإيمان المسيحي ونردده لكي نعلن أننا مؤمنين، بل لو كنا نؤمن به حقاً أنه الله الكلمة المتجسد، هذا سيظهر فقط حينما يكون له السيادة على حياتنا الشخصية، بمعنى أننا سلمناه زمام أنفسنا، ليقودنا بنفسه كما شاء ونحن خاضعين له بالتمام حافظين وصاياه مصلين في الروح القدس ملازمين مخادعنا نطلبه كل يوم ونرفع قلبنا إليه باستمرار لننال منه نقاوة لنستطيع ان نُعاين مجده وتنطبع فينا صورته لنتشكل عليها، وهذا هو اعتراف الإيمان الحسن من جهة الخبرة على مستوى الواقع المسيحي التطبيقي المُعاش. |
|