مِنْ أَيْنَ نَشْتَرِي خُبْزًا لِيَأْكُلَ هؤُلاء ؟
إمتحن يسوع فيلبس في قدرته على المبادرة لإطعام “جَمْعًا كَثِيراً مُقْبِلاً إِلَيْه” من خلال استعمال ما توفر من زادٍ قليل مع طفلٍ صغير ” مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ مِنْ شَعِيرٍ وسَمَكَتَان”..
فشل فيلبس وكل التلاميذ في حل المشكلة لا بل تبادلوا الأدوار في تكبير حجمها واستحالة مواجهتا… فيلبس فكَّر بالأموال “لا يَكْفِيهِم خُبْزٌ بِمِئَتَي دِينَار..” وأندراوس كبَّر حجم المشكلة مستبعداً أي حلٍ مُمكن، فكيف يمكن لخمسة أرغفة من شعير أن تطعم خمسة آلاف رجلٍ من دون النساء والأطفال والشيوخ ؟ كيف يمكن لسَمَكَتَان وهما زادٌ يكاد لا يكفي إشباع طفلٍ أن تشبعا جوع الآلاف من البشر؟
أراد يسوع أن يلقن تلاميذه درساً في الخلق والابداع.. من القليل القليل يولد الكثير الكثير..
كم من يتيمٍ منذ الولادة رفع عينيه متفحصاً واقعه الاليم فانتفض ثائراً صانعاً المستحيلات ليبني له مستقبلاً لائقاً؟
كم من تلميذٍ فشل في المدرسة وأبهر العالم في إنجازاته؟
كم من مشروع بدأ من “لا شيء” وأصبح كبيراً على مستوى العالم أجمع؟
اختبار يسوع لتلاميذه يتكرر معنا اليوم وكأنه يقول لكلٍ منا:
– لا عودة الى الوراء.. لا بكاء على الماضي.. عِش الان من جديد.. كن أنت الجديد.. اسع الى التجديد.. كن سببا للتغيير الإيجابي.. إصنع العجائب من القليل المتوفر الان بين يديك..
– “النق” لن يغير الواقع..
– “التأفف” هو السير في الاتجاه الخطأ..
– “التشكي” لغة الجبناء.. لغة الضعفاء.. لغة الأموات..
يقول يسوع لكلٍ منا:
إنهض وانفض عنك غبار “المستحيل”، حكايات “الفشل”.. تعلم مني السير فوق المياه، لان مستقبلك بين يديك.. انهض واستثمر وقتك في التفكير الخلاق والعمل المبدع.. أترك “النرجيلة” لجدك الذي يتفيأ تحت خيمة من صنع يديه، انهض واصنع واحدة أجمل منها لتغير مستقبلك ومستقبل البشرية