الله يدعو " قمة العاصفة "

[Marina Greiss]

"إلى من نذهب يارب وكلام الحياة الأبدية عندك"
(يو 68:6)
أنا معكم كل حين.. تقدموا إلى الأمام بلا وجل، فالصحة والقوة والسلام والسعادة والفرح كلها عطاياى.. هى لكم ولكل من يطلبها منى.
فى العالم الروحانى (كما فى المادى أيضاً) لا يوجد فراغ فحالما ترحل من حياتكم، الذاتية والمخاوف والهموم، فإن الأمور الروحية التى تتوقون إليها بشوق زائذ، ستندفع لتأخذ مكانها فى حياتكم وتملأ فراغ قلبكم.
كل الأشياء هى لكم، وأنتم للمسيح، والمسيح لله.. يا لها من رابطة عجيبة لأنكم أنتم بالنهاية لله!
لا تخافوا ولا ترتعبوا فإن المنقذ لا يأتى إلا للغريق، أما الذى يجيد السباحة فلا يحتاج إلى منقذ لذلك فلن يكون هناك فرح يعادل الفرح الذى يغمر قلب الإنسان الذى نجا من الغرق تجاه منقذه الذى أنقذه من الغرق وخلصه من الموت.
إنه جزء من تدبيرى أن أنتظر وأتمهل حتى تصل العاصفة إلى قمة عنفها، هكذا فعلت مع تلاميذى فى البحيرة.
كان فى استطاعتى أن آمر أول موجة عاتية أن تهدأ، وأول زمجرة للريح أن تسكن، ولكن أية خسارة فادحة لدرس كهذا كان سيفوتهم دون أن يتعلموه، وأى شعور بالقرب الحميم للملجأ الأمن والأمان كانوا سيفقدونه؟
تذكروا هذا: أن تلاميذى ظنوا أننى فى نومى قد نسيتهم.
اذكروا كم كانوا مخطئين! اجتنوا لكم من ذلك قوة وثقة، واتكالاً مبهجاً، وتوقعاً للنجاة.
لا تخافوا البتة.. ففرحى هو لكم، كما أن فرح الذين نحوا سينعكس عليكم.