للملائكة دور مهم في انتصار يسوع على الموت هل من سرّ وراء ذلك؟
نتأمل خلال اسبوع الآلام بسر خلاصنا: آلام وموت وقيامة المسيح، ابن اللّه. تحررنا هذه الأحداث من الخطيئة وتقهر الموت والشيطان.
علمنا البابا بندكتس السادس عشر أن للصليب بعدٌ كوني فهو ينسحب على الخليقة أجمع ويخلصها. وبالتالي، فإن الملائكة مع البشر تشارك في انتصار ربنا الفصحي.
تساعد الملائكة على عيش أسرار المحبة والتوبة التي قدمها لنا اللّه من خلال ابنه المسيح وسبب ذلك بسيط فالملائكة شاركت في هذه الأحداث وكانت شاهدة على آلام ربنا.
ويشير التعليم المسيحي الى أن كلّ حياة ربنا كانت مطبوعة بوجود ومساعدة الملائكة القديسين فقد كانت في البشارة وخلال آلام التجربة في الصحراء كما وساعدت المسيح في الجلجلة ورافقته لحظة الموت والقيامة.
يوم خميس الأسرار – حصل في ذاك اليوم أمر مهم وجميل – اقترب ملاك من الرب يعزيه فجثى على ركبتَيه وصلى. كان الخليقة الوحيدة التي مدته بالتعزيّة وشهد على وجه يسوع الجاهز لتحمل عبء كلّ الخليقة.
يوم الجمعة العظيمة – ظهر السر الأكبر والفضيحة الأكبر: الصليب وهو علامة انتصار الرب على الخطيئة والشر. ويُقال ان الملائكة دارت حول الصليب بعد ان اتضع المسيح وقدم نفسه للموت والصليب فأعلنت انه يبقى هو الأساس وأسمى المخلوقات.
يوم القيامة. تروي جميع الأناجيل وجود الملائكة في هذا الحدث الأساس لإيماننا. أخبرت الملائكة النساء ان يسوع قام وان القبر فارغ. وكانت الملائكة ترتدي ملابس برّاقة في إشارة الى انتصار ومجد المسيح،فارتدت حلّة الانتصار حلّة المسيح القائم من بين الأموات مشاركةً في انتصاره.
يعني ما تقدم أن الملائكة شاركت بشكلٍ فعال في مسار يسوع الخلاصي وذلك إن دلّ على شيء هو تقويتنا وتعزيتنا والتأكيد ان الملائكة ترافقنا أيضاً نحن البشر في مسار حياتنا تحقيقاً لخلاصنا. فهي تقويّنا كما قوّت يسوع في جبل الزيتون فلا نتخلى عن درب الصليب. وتجدر الإشارة الى أن الملائكة لم تتفوه بكلمة إذ كان وجودها وحده كافياً لتعزيّة يسوع وهكذا نحن، فقرب الملائكة وحده يكفينا لكي نصبح أفضل ووحده التواصل مع الملاك كافٍ لنكبر في الفضيلة. وأخيراً، فإن ملاكنا هو ملاك الانتصار، انتصار الرب على الشر والخطيئة وهو يحدثنا ويذكرنا بما قاله للنسوة: “لقد قام” فنتذكر دوماً الإله الذي افتدانا الى الأبد!