أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء
إنجيل القدّيس يوحنّا ٦ / ٤١ – ٤٧
أَخَذَ اليَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلى يَسُوع، لأَنَّهُ قَال: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء».
وكَانُوا يَقُولُون: «أَلَيْسَ هذَا يَسُوعَ بْنَ يُوسُف، ونَحْنُ نَعْرِفُ أَبَاهُ وأُمَّهُ؟ فَكَيْفَ يَقُولُ الآن: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاء؟».
أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «لا تَتَذَمَّرُوا في ما بَيْنَكُم.
لا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ إِليَّ، مَا لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذي أَرْسَلَنِي، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَومِ الأَخِير.
جَاءَ في كُتُبِ الأَنْبِيَاء: ويَكُونُونَ جَمِيعُهُم مُتَعَلِّمِينَ مِنَ الله. كُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ الآبِ وتَعَلَّم، يَأْتِي إِليَّ.
مَا مِنْ أَحَدٍ رَأَى الآبَ إِلاَّ الَّذي هُوَ مِنْ لَدُنِ الله. فَهذَا قَدْ رَأَى الآب.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَلمُؤْمِنُ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة.
التأمل: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء…»
خرج ثلاثة أصدقاء يلعبون معًا على الثلج. قال أحدهم، هلم ندخل في سباقٍ، فنصنع طرقًا بين الثلج بأحذيتنا، كل منا يسير على الثلج باستقامةٍ حتى السور، لنرى من الذي يصنع طريقه مستقيمًا تمامًا.
ابتعد الثلاثة عن بعضهم البعض، ثم بدأوا يسيرون ويضغطون بأحذيتهم على الثلج.
فجأة وجد الأول نفسه قد انحرف تمامًا عن السور.
والثاني ظن أنه قد صنع طريقًا مستقيمًا لكنه بعد أن بلغ السور تطلع إلى الطريق الذى صنعه بحذائه فوجد نفسه قد انحرف من هنا ومن هناك يمينًا ويسارًا.
وأما الثالث فصنع الطريق مستقيمًا تمامًا.
تساءلوا فيما بينهم لماذا لم ينجح الأول والثاني في إنشاء طريقٍ مستقيمٍ إذ صنع الأول طريقًا منحرفًا والثاني متعرجًا، بينما نجح الثالث في ذلك.
فكانت إجابة الصديق الثالث “لقد كنتما تتطلعان إلى أسفل وأعينكما على قدميكما لذا انحرفتما في الطريق، أما أنا فقد صوبت نظري إلى السماء ولم أمل بنظري يمينًا أو يسارًا، لذلك لم أضل الطريق”
وأنت في مسيرتك الى أين تنظر؟ هل تنظر الى الناس أو إلى الله؟
هل تعتمد على قوتك الذاتية أم أنك تعتمد على قوة الله؟
هل تسلم عقلك وأفكارك ومخيلتك للرب؟ هل هو من يعلّمك ويقود خطواتك؟
هل تخضع لالهامات الروح؟
هل الرب هو أولويتك؟ هل تلتزم بمشيئته؟
هل تعيش بسلام مع نفسك ومع الآخرين ؟
هل تغفر للآخرين كما تريد أن يغفر الله لك؟
هل تعيش القناعة وحالة الشكران الدائم للرب أم أنك كثير الشكوى والتذمر والمآخذ؟
يا رب نشكرك لأنك أصبحت لنا “الطريق والحق والحياة”، نشكرك لأنك أنت “الخبز النازل من السماء” فيا سيدي أعطنا من هذا الخبز دائماً أبدا. آمين
نهار مبارك