فلتكن الشماسة المرأة الجليلة عندكم

[walaa farouk]

فلتكن الشماسة المرأة الجليلة عندكم (الدسقولية باب 6)
إن المرأة فى المسيحية هى معين الرجل (تك 18:2)، هى التى تلتصق بالرجل ويلتصق
بها الرجل فى سر الزيجة ليكونا جسدًا واحدًا (مت 4:19-6) المرأة هى كانت من أوائل اللاتى خرجن مع المخلص فى كرازته وخدمته (لو 1:8-3). هى من وقفت مع المخلص أمام الصليب عندما هرب تلاميذه (مر 40:15-41).. هى التى امتدح المسيح إيمانها فى صورة الكنعانية
(مت 28:15)، وهى أول من حملت خبر القيامة وكلمها المسيح المنتصر على الموت بأول رسالة (مت 10:28).

وفى العهد القديم كانت مريم النبية ودبورة النبية الفاضلة، هى خلده النبية ونوعدية النبية.
هى الشماسة فيبى خادمة كنيسة كنخريا، وهى تريفينا وتريفوسا وبرسيس، وهى الأربع بنات لفيلبس..
وفوق الكل هى العذراء دائمة البتولية.. حواء الجديدة.. أمنا العذراء مريم المطوبة.

يستند هذا المقال بعد الكتاب المقدس إلى:
1- قوانين الآباء الرسل المسلمة إلينا.
2- لائحة التكريس البتولى التى أقرها المجمع المقدس وذلك لتأصيل وضع المرأة المكرمة فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، صدرت عام 1991..

ولمن يرغب فى المزيد يمكنه الرجوع إلى:
1- كتاب “الشمامسة والشماسات” – لنيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس، إصدار أسقفية الشباب.
2- كتاب “لائحة المكرسات” – طقس تكريس (المكرسة – مساعدة الشماسة – الشماسة).
فى مادة 2 من اللائحة: تعريف المكرسة وعملها: ليس لها درجة كهنوتية، تخدم قطاعى المرأة والأطفال، والأنشطة العامة.
وهو ما يقابل: الدسقولية 34: تقسم شماسات نسوة مختارات قديسات لأجل خدمة النساء (تقسم أى تعين بدون وضع يد)،

وتقول أيضًا: “لأنك لا تقدر أن ترسل شماسًا إلى بيوت النساء غير المؤمنات”، وفى القانون 58 من الكتاب الأول للآباء الرسل يقول: “يخدمن كمعاونات للقسوس فى موضع تعميد النساء” معاونة خدمة وليست طقسًا، وفى الباب العاشر من الدسقولية “تهتم بموضع جلوس النساء”.
وقد كانت مسميات الشماسات فى الطقس القديم هو “أغنسطسة – إيبوذياكونة – ذياكونة” وهو ما يعنى فى الطقس الحالى “مكرسة – مساعدة شماسة – شماسة كاملة” على التوالى (حسب نظام).
وأطلقت الكنيسة على الطقس “طقس تكريس النساء”.

ويتم الطقس بدون وضع يد بعكس ما فى الرسامات الكهنوتية، والشمامسة الذكور، وذلك استنادًا على:
القانون 26 من الكتاب الأول “لقوانين الأباء الرسل” أن الأسقف لا يضع يدًا على عذراء بل سريرتها وحدها
هى التى تصيرها عذراء.

والقانون 55 من نفس الكتاب يقول: “لا توضع اليد على عذراء لأنه ليس أمر من الرب هذا الجهاد، إنما
هو للسريرة”.

وفى القانون 25 من نفس الكتاب يقول: “إمرأة إذا أقيمت لا ترشم بل تجعل بالاسم.. ويقدم لنا الأباء الرسل السبب فى استكمال القانون فيقولون: “لأن الرشم يكون فى الإكليروس لأجل الخدمة.. والأرملة لأجل الصلاة وهذا لكل أحد”.

وقد راعت اللائحة أيضًا أن تكون صلوات تكريس المكرسة فى قداس خاص يحضره النساء فقط، لأن خدمتهن ليست لجميع الشعب، بل لقطاع معين منه، وهذا ما قالته الدسقولية باب 34: “وتقسم أيضًا شماسات نسوة مختارات قديسات لأجل خدمة النساء”.

أما فى طقس صلوات تكريس الشماسة الكاملة فقد سمحت الكنيسة لأسرتها بالحضور، بإعتبار أن أسرتها تشترك فى ذلك اليوم بتقديمها كنذيرة للرب، وشماسة متبتلة.
ويراعى ألا تكون صلوات التكريس بعد صلاة الصلح لئلا تحسب كرتبة كهنوتية، لأن سيامتهم تكون بعد صلاة الصلح، فخدمتهم هى صنع الصلح والسلام بين الناس والله.

ولهذا أيضًا.. يكون وقت التكريس بعد ذكصولوجيات باكر وقبل رفع البخور، ويبدأ النطق بالأسم الجديد: فلانة.. مكرسة، أو مساعدة شماسة، وهو ما ذكر فى القانون 25 للكتاب الأول للآباء الرسل “إذا إمرأة أقيمت لا ترشم، بل تجعل بالإسم.. ولا توضع عليها اليد لأنها لا ترفع قرابين، وليست لها خدمة كهنوت”.

وتذكر الرشومات دون تحديد كنيسة معينة، لأنها خادمة شعب وليست خادمة مذبح (كهنوتى) محدد.
وتقرأ المتقدمات لهذا الطقس تعهدًا، وضعته الكنيسة يحدد: هدفها، وحياتها، وسلوكها، وهويتها القبطية الأرثوذكسية وثباتها على التعليم اللاهوتى والعقيدى السليم، وخضوعها للرئاسة الكهنوتية.. الخ.
ويتلى على مسامعهن وصية خاصة بكل منها:

أ- الوصية الخاصة بالمكرسة / ومساعدة الشماسة : (اعلمى أيتها الإبنة المباركة أن الرب قد اختارك لخدمة التكريس بالكنيسة المقدسة. فإحفظى الوصية، وإحرصى أن تكـونى بلا لـوم، وأن تحفظى ثوب التكريس بلا عيب. إملئى فمك من التسـبيح، وكونى دائمًا فى ملء النعمة بوسـائط الأسـرار المقدسـة. وأسلكى فى الطاعة لأبيك الأسقف، ولمن يرشدك فى طريق الله. وإحفظى الأمانة فى العقيدة، وفى الخدمة التى إئتمنت عليها من قبل الكنيسة، وليهبك الرب القوة بنعمته، ويحسبك من العذارى الحكيمات عرائس المسيح المباركات). ب- الوصية الخاصة بالشماسة الكاملة :

(إعلمى أيتها الإبنة المباركة، أن الرب قد اختارك للشماسية )الخدمة( بالكنيسة المقدسة.. فاحفظى الوصية المقدسة، وإحرصى أن تحفظى شماسيتك وبتوليتك بلا عيب. إحترسى من محبة المال والتحزب. إملئى فمك بالتسبيح. كونى دائمًا فى ملء النعمة، وداومى على الأسرار المقدسة، وإسلكى فى الطاعة لأبيك الأسقف، ولمن يرشدك فى طريق الله. إحفظى الأمانة فى العقيدة، وفى الخدمة التى أئتمنت عليها، من قبل الكنيسة، وليهبك الرب قوة بنعمته، ويحسبك مع العذارى الحكيمات عرائس المسيح المباركات).

وتهتم كنيستنا بحياتهن التكريسية فى أديرة، وبيوت خاصة بهن، وعمل مؤتمرات لهن، ولقاءات دورية، وتسند لهن الكنيسة خدمات وأنشطة وأعمال كنسية وفقًا لما حددته لائحة تكريسهن (مع ملاحظة: أن مجال خدمتهن للمرأة فى كل المراحل العمرية).