منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19 - 07 - 2012, 08:10 AM   رقم المشاركة : ( 16 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة

العظة الثالثة عشرة

«كل من يعمل الخطية هو عبدٌ للخطية» (يو8: 34)

كما أن العين للنظر والأذن للسمع أقول: إن الغِنى للرحمة والمقدرة لإقامة العدل والأيدي للصلاة واللسان لكي يبارك والرجل لكي تدوس عتبة كنيسة الله والجسد كله لكي يخضع للذي خلقه، ولا أنسى ما قاله زميل: "إن الرهبان قد جُعلوا للصوم". حقًا إنهم مجبولون لذلك من أجل الرجاء الذي يتطلّعون إليه في السموات. وكما أن الزميل يتكلم بمرح - وليس ثمة مناسبة للمزاح - أُريه أيضًا دون خجل أنه يجب عليه أن يصوم فأضرب لذلك المثل الآتي:


كان لرجل ابنان، وذبح العجل المسمّن وأعطى الواحد أربعة أجزاء والآخر جزءًا واحدًا فقط، فمَنْ من الاثنين يجب عليه أن يعمل أكثر؟ هل الذي أخذ القليل أم الذي أخذ الكثير؟ هل الرهبان الحقيقيون المستقيمون الذين يعيشون على غذاء قليل وعليهم أن يصوموا، أم أنت الذي تأكل العجول وتشرب النبيذ مع خيرات أخرى من كل نوع تتمتع بها كما تشاء؟ لا تتهمني إذا كنتُ أقول لك الحق، لأنك أنت الذي فهمتَ الكلام بطريقة المزاح، تريدني أن أضحك في وقت يجب فيه البكاء،


بل تريدني أن أشاركك في الفرح وأنت لاهٍ. لقد قلتُ لك عن تجربة إنه إذا كان الراهب يصوم فلماذا لا تتوخى العدل من أجله؟ أليس كل واحد يجاهد لكي يجد رحمةً أمام الله؟ لأنه كما كنتُ أقول يومًا لأحد الناس: "أعطِ راحةً للفقراء الذين يعملون من أجلك"، ولأنه لا يحب العدل ويكره الفقراء أجاب قائلاً: "إنها خطيئة أن تأكل خبز إنسان دون أن تعمل عمله". قال ذلك لأنه كان تحت سلطان آخر، فأجبته: "حسنًا قلتَ إنها خطيئة أن تأكل خبز إنسان دون أن تعمل عمله، لأن الخبز ليس خبزه بل خبز المسيح، فكم يكون أفظع إذا كنا لا نعمل أعماله فحسب؛ بل نجعل الآخرين يُغضبونه بشرورنا شأن الذين لا يعرفونه"؟!


سألني صديقٌ عندما اقتربنا من الأربعين المقدسة قائلاً: "ماذا آكل في هذه الأيام"؟ فقلتُ له: "كل شيء يمنعه الإنسان عن نفسه سوف ينال عنه أجرًا من الله. ولكنني أخبرك عن الشيء الوحيد الذي ينجس كثيرًا، فإذا لم تأكل منه تكون سعيدًا". فتساءل: "أهو الخنـزير"؟ قلتُ: "لا". ثم ذكر أشياء أخرى كثيرة قائلاً: "هل هي هذه"؟ فقلتُ له: "لا". فسأل: "وما هي إذن"؟ فقلتُ له: "إنها الخطيئة مكرهة الرب، فإذا كنتَ تمتنع عن عمل الشر أثناء الأربعين المقدسة يمكنك أن تقول لنفسك: إذا كنتُ أفعل هكذا في حياتي كلها، فلا يوجد شيطان أو روح نجس يستطيع أن يغلبني لكي أخطئ"!


طوبى للذين يعرفون المسيح، لأنه لا يوجد إله آخر حقيقي إلاّ الله القادر على كل شيء وابنه يسوع المسيح سيد الكون. طوبى للذين لا يخدمون إلهًا آخر. ولا أقول فقط عن الآلهة التي تخدمها الأمم: الأخشاب والأحجار والشمس والقمر والنجوم ... إلخ. بل عن الذين يدعون باسم المسيح ويخدمون آلهةً أخرى، الذين يُفسدون الحكم ويتركون ما هو حق من أجل الذهب ويخدمون آخرين. إن الذين يدنسون أجسادهم من الواضح أنهم خدام الأدناس، وبديهي أيضًا أن الطماعين هم خدام أصنام.


وبالأكثر، فإن هناك إله مخفي عن الغافلين هو البطن، لأن الرسول قال: «الذين إلههم بطنهم» (في3: 19). فالإنسان يمكنه أن يأكل ويشرب ما يحتاجه جسده دون أن يكون عبدًا للبطن، ويؤنب الذين في كل ساعة يهتمون بالأكل والشرب، وكذلك الذي قال لنفسه: «لكِ خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة، استريحي وكُلي واشربي وافرحي» (لو12: 19)، فسمع لوقته: «يا غبي، هذه الليلة تُطلَب نفسك منك» (لو12: 20). إنهم لا يغيرون في أي وقت ما يقوله الإنجيل عنهم إنهم «يأكلون بيوت الأرامل» (مر12: 40). وهل نستطيع أن نقول غير ذلك؟


يشهد القديس بولس الرسول أن الشيء الذي يُغلَب منه أحدٌ من الأشياء التي يكرهها الله هو عبدٌ له، فكيف إذن لا يستحي الإنسان من أن يتورط في صداقة العالم لدرجة أنه يصبح عدوًا للمسيح إلاّ إذا تخلّى عن غش البُخل وقساوة القلب حتى يصبح رحومًا شفوقًا ومحبًا؟!


قال أبٌ طيبٌ حكيمٌ تقيٌ بحق: "تكلم ولا تتركه يكلّمك"، أما أنا فأتصور أنه يعني: كلِّم العالم الذي سوف تخرج منه لتقف أمام محكمة الله قائلاً: ’البُخل وما ينجم عنه وعدم التقوى لا يقدران أن يحولا بيني وبين أن أكون نقيًا في كل شيء‘. لا تترك العالم يكلمك ويقول لك: ’أخذتك وربطتك بمحبة الأموال والخطايا: الزنى والعنف والسرقات والنجاسات وأشياء أخرى لا تُحصَى‘ .. كما أظهر لنا الابن. أي أن الذين يخدمون المسيح ويخدمون ابنه بالحقيقة هم الذين يكرهون العنف والسرقة وشهوة المال وما شابه ذلك، مساعدين أنفسهم بعمل كل ما يمكنهم أن يعملوه من الصالحات.


فلنبتعد عن هذه الأصنام حتى لا تكون عثرة في سبيل تقوانا. ألا تقولون: "لو لم يكن المخلِّص يسوع قد جاء إلى العالم لكان للأرض شأنٌ آخر"؟ إن حال الناس يُشبَّه بحال من يكونوا قد انتهوا من بناء آلهة من الخشب والحجر، وذلك عندما يرى العدو ما يحل بالأرض من الدمار وقد خُرِّب كل ما كان بها، فيُسرع بآخرين للعمل حتى يصبح عددًا كبيرًا من قلوب الناس هياكل لهذه الأصنام التي تكلمنا عنها ..!


يتبع

  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سيرة وإكليل | القديس العظيم الانبا شنودة رئيس المتوحدين
صور القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين
سيرة القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين - صوت
القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين
موضوع متكامل عن الانبا شنودة رئيس المتوحدين


الساعة الآن 06:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024