منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19 - 07 - 2012, 07:45 AM   رقم المشاركة : ( 11 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة



قال أنبا ويصا:
ها نحن قد أخبرناكم عن القليل من عجائب ونسكيات أبينا القديس النبي أنبا شنودة، الرسول
والبتول، الكاهن ورئيس المتوحدين، هذه التي رأيتُها بعينيَّ وسمعتُها بأذنيَّ، أنا ويصا تلميذ أبي الشيخ. لقد كان مبجَّلاً في جيله وكان «كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو» (مز92: 12)، حتى أن سمعته انتشرت في البلاد الأجنبية وملأت وجه الأرض كلها. وقد انتصر مظفَّرًا على كل قوة العدو بسبب فيض دموعه المباركة، ورسوخ حياته الملائكية وتأسيس مجمع رهبانه المقدس الذي ظلّ مشهورًا بعد انتقاله.

ولكننا فلنرجع مرةً أخرى إلى تقدُّمه الصالح فلعلنا نحصل على نعمته. فقد كان أبونا أنبا شنودة يوجِّه كل واحد، صغيرًا كان أو كبيرًا، راهبًا أو علمانيًا، بأحاديثه ورسائله المتبّلة بالملح. وكان يوصي الجميع أن يكونوا مضيافين ورحومين على الكل، وذلك حتى تظل الروح الخيِّرة والسلام والبر باقية في الدير في كل الأوقات



وقيل إنه كان يأتي إليه كبار رجال الدولة لكي يستشيروه في أمورهم الهامة، فكان يكشف لهم ما خفيَ من أسرارهم حتى اعتبروه كأحد الأنبياء العظام الذين يخاطبون الله رأسً


وكان أنبا شنودة محبًا لإنصاف المظلومين، فقد جاء إليه ذات يوم بعض الكرامين المسيحيين طالبين منه أن يُنصفهم من سيدهم الوثني الذي لم يدفع لهم أجورهم بحجة أن الكروم لم تُثمر جيدًا. فسار القديس بصحبة عدد كبير من رهبانه إلى ذلك الوثني وألزمه بدفع حقوق الكرامين، فدفعها مُكرهًا.




ثم قال أنبا ويصا: وبعد ذلك طعن أبونا في أيامه وامتلأ أيامًا صالحة مثل أبائنا البطاركة. وقد أعلن أبونا البار عدة مرات لنا جميعًا قائلاً: "لقد أنعم الرب عليَّ بطول عمر موسى أول الأنبياء، أي مائة وعشرين سنة. أما إذا أغضبتموني فسأصلّي أن يأخذني قبل أن تكتمل هذه السنين". ولما تقدّم أبونا في الأيام وبلغ نحو مائة وثماني عشرة سنة، بدأ يتوعك في اليوم الأول من شهر أبيب، وهو نفس التاريخ الذي وُلد فيه كما أخبرنا. وقد جاء إليه السيد المسيح بالليل، فقال له أبي: "يا ربي وإلهي، أطلب أليك أن تقويني لكي أنطلق إلى المجمع إذ إن البابا البطريرك أرسل يستدعيني لكي أقاوم الهراطقة الذين يجدفون على الثالوث القدوس". فأجابه السيد: "يا صفيّي شنودة، أتريد عمرًا آخر بعد هذا العمر الطويل ولك أكثر من مائة سنة منذ أن صرتَ راهبًا؟ إن تمام السابع من شهر أبيب هو يوم مقدس، فهلم إلى مكان الراحة لكي تتنيح إلى الأبد"!




وحينئذ قال لي أنا ويصا تلميذه: "أريد قليلاً من الخضروات المسلوقة". فجئتُ له سريعًا ببعض منها، ثم قال لي: "ضعها على السطح حتى أطلبها". ففعلتُ ذلك. وفي اليوم الثالث من مرضه قال لي: "أحضر لي تلك الخضروات المسلوقة". فأحضرتها، ولما فتح فاه وجد أنها منتنة مثل الرمّة، فقال في نفسه: "لقد اشتهيتِ هذا يا نفسي، فكُليه"!

ثم قال لي: "ألْقِها خارجًا"، ولم يذقها ... ومنذ ذلك اليوم بدأ المرض يشتدّ عليه حتى جاء اليوم السادس من أبيب، ثم استدعى كبار إخوة الدير وقال لنا: "يا أبنائي الأحباء،
لقد طلبتُ أن تأتوا جميعًا لأن هذه هي حقًا مشيئة الرب أن يأخذني من هذا المسكن الوقتي ويفصل روحي من جسدي البائس".

فألقينا بأنفسنا عليه وبكينا بشدة وقلنا له: "هل ستذهب يا أبانا وتتركنا يتامى؟ فأين سنجد أبًا مثلك لكي يعلِّمنا ويملأنا بكل أنواع الغذاء الإلهي والبشري؟ لقد ملأتَ العالم كله بوصاياك المقدسة وكلامك المملوء حكمة الذي أنعم به الله عليك، وكل تنظيماتك وتعاليمك الرسولية قد ملأت العالم كله".

فقال لنا: "احفظوا وصاياي التي وضعتُها لكم، واحترسوا من أن تتجاهلوا التنظيمات التي علّمتُها لكم من الرب: المحبة الأخوية والرحمة وإضافة المحتاجين والغرباء، ولا تجعلوا هذه كلها تكفّ (أو تتوقف) في الأديرة المقدسة، اقبلوها كلها من أجل محبة المسيح لكي تأتي إليكم ملائكة الله وتسكن معكم. لا تتهاونوا في العبادة والصلوات والأصوام، بل واظبوا عليها بمثابرة في كل الأوقات لكي تكونوا رفقاء للمسيح، وبحفظكم لها لن يعوزكم أي خير سواء هنا أو في العالم الآتي. واسمعوا من أبيكم ويصا لأنه هو الذي يكون لكم أبًا وراعيًا"!


ثم صار مرضه أيضًا إلى حال أردأ، وكنا جميعًا نبكي من أجله بحزن قلوبنا. وفي صباح اليوم السابع من أبيب كان يتألم في مرضه بشدّة. وفي الساعة السادسة من النهار قلتُ له: "كيف حالك الآن يا أبي"؟ فقال لي: "ويلٌ لي لأن الطريق طويل، حتى متى عليَّ أن أنتظر حتى أذهب إلى الله؟ توجد مرعبات وسلاطين قوية على الطريق، ويلٌ لي حتى أتقابل مع الرب"! ثم صار صامتًا في غيبوبة نحو نصف ساعة.


وفجأةً صاح قائلاً: "من أجل محبتكم، يا آبائي القديسين، باركوني، تعالوا واجلسوا أمامي بحسب رتبكم". ثم قال أيضًا: "ها هم البطاركة قد جاءوا مع الأنبياء، ها هم الرسل مع رؤساء الأساقفة، ها هم رؤساء المتوحدين قد جاءوا مع جميع القديسين". ثم قال أيضًا: "أبي أنبا بيشوي، أبي أنبا أنطونيوس، أبي أنبا باخوميوس، خذوا يدي لكي أنهض وأسجد لذاك الذي تحبه نفسي، لأنه ها هو قد جاء لأجلي مع ملائكته"! وفي تلك اللحظة فاح أريج رائحة قوية، وحينئذ سلّم روحه بين يدي الرب في اليوم السابع من شهر أبيب.




ثم دوّت أصواتٌ في الدير، فقد سمعنا أصواتًا حلوة تصيح فوق جسده المقدس وهي تنطق بتسابيح ومزامير وألحان روحانية خورسًا بعد خورس، فقد كانوا يقولون: "سلامٌ لك يا شنودة ولتقابُلك مع الله. اليوم تفرح السماء معك، أنت يا من لم تسمح للشيطان أن يظهر في أي واحد من أديرتك. سلامٌ لك يا شنودة حبيب الله ومحبوب المسيح وأخو جميع القديسين.


إننا جميعًا نفرح معك، أنت الذي أكملتَ التهذيب وحفظتَ الإيمان، ويا من نلت إكليلاً مضيئًا. ها هي أبواب السماء قد فُتحت لك بفرح لكي تدخل منها".



ولما سمعنا هذا كله غطينا جسده المقدس ووضعناه في صندوق ودفنّاه. ثم جلسنا نبكي بقلوب حزينة من أجله لأننا فقدنا معلِّما عظيمًا صالحًا. ثم مجدنا الله وقدمنا الشكر للرب ملكنا ومخلصنا يسوع المسيح، الذي له المجد مع أبيه الصالح والروح القدس المحيي الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين




يتبع




  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سيرة وإكليل | القديس العظيم الانبا شنودة رئيس المتوحدين
صور القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين
سيرة القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين - صوت
القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين
موضوع متكامل عن الانبا شنودة رئيس المتوحدين


الساعة الآن 04:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025